أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والتسعون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان: أحاديث وقصص عن الحلم والعفو عند الغضب :
ج - وأخرج البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال: "كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشيةِ، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذهُ بردائه جبذةً شديدةً، فنظرتُ إلى صفحة عاتِق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثَّرت بها حاشيةُ الرِّداء مِن شدَّة جبذتِهِ، ثمَّ قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفتَ إليه فضحكَ، ثمَّ أمر له بعطاء".
د - وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأنِّي
أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء صلوات الله وسلامه
عليهم ضَرَبَه قومُهُ فأدمَوهُ، وهو يمسحُ الدمَ عن وجهِهِ، ويقول: ((اللهم اغفِر لقومي؛ فإنَّهم لا يعلمون)).
وها هم سلفنا الصَّالح الذين ربَّاهم الرسول الأمين الكريم بالفعال والأقوال، فنقل إليهم هذا الخُلُق الكريم؛ خلُق العفو والرِّفق والحلم على الجاهل.
2 - وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
فقد أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "استأذن الحُرُّ بن قيس لِعُيَيْنة، فأذن له عمر، فلمَّا دخل عليه قال: هِيْ يا بن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل (أي: العطاء الكثير)، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همَّ به، فقال له الحُر: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإنَّ هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمرُ حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله".
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .