أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الواحدة والتسعون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

 بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والتسعون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان: الإسلام دين الكرامة :                                               الإسلام لا يقول: إذا ضربك أحدٌ على خدِّك الأيمن فأدِر له خدَّك الأيسر، وعِش ذليلاً حقيرًا؛ إنَّما يقول الإسلام: ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾ [البقرة: 194]، وبذلك تكون حرًّا كريمًا، ولكنَّا نرى القويَّ أو العظيم إذا أهان غيرَه من الضُّعفاء والبسطاء، جاء الناسُ للمُهان المظلوم يسكِّتونه، وجاؤوا للظَّالم المسيء يحسِّنون عملَه ويتملَّقونه، وبهذا ضاعَت الكرامات، وذُبِحَت المروءات، وانتشر الفسادُ، فإذا جاءت الإهانة من عامِل أو زارعٍ أو صانع بسِيط، قام الناسُ عليه يَلعنونه، وقاموا للوجيه المُهان يحرِّضونه ويهيِّجونه، وبهذا يزداد الكُره بين الطبقات وتتولَّد الأحقاد، ولو ضربنا على يد الظَّالم المتغطرِس، لانتصرَت الكرامةُ، وانتعشَت الفضيلةُ، ولو نَصحنا الوجيهَ المتعاظِم بالصَّفح عن العامل أو الصانِع، لساد الحبُّ والوفاق، ولكن النَّاس جبناء أمامَ المظاهر، شُجعان على البسطاء والأصاغِر، إذا أُهين أمامهم رجلٌ بسيط من متكبِّر أو عظيم، ذَكَّروا البسيطَ بالحِلم، وإذا أُهين العظيمُ من البسيط، حرَّضوا العظيمَ وذكَّروه بالكرامة، وهذا من الخلطِ في فَهم الفضائل، والخبط في تعرُّف الأخلاق، بل هذا هو الانحلال والانهيار، والقرآن رسمَ لنا طريقَ الشَّرف والعزَّة؛ بدفع البَغي، أو بالعفو عند القدرة،والصفح لدى التمكُّن، ولم يرسم لنا طريقَ السكوت والاستسلام والخوف مطلقًا، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]، وقال: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 60]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .