أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السابعة والسبعون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة السابعة والسبعون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان : الحلم والعفو من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم :
وقد عبر عن الدنيا بهذا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل عليه عمر رضي الله عنه، وهو على
حصير قد أثَّر في جنبه، فقال: يا رسول الله، لو اتخذت فراشًا أوثر من هذا؟ فقال: « ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكبٍ سار في يوم صائفٍ فاستظل تحت شجرة ساعةً، ثم راح وتركها ».
نزل أعرابي بقوم فقدموا له طعامًا فأكل، ثم قام إلى ظل خيمة فنام، فاقتلعوا الخيمة فأصابته فانتبه وهو يقول:
وإن امرءًا دنياه أكبرُ همِّهِ *** لمستمسكٌ منها بحبلِ غُرورِ
وكان بعض السلف يتمثل بهذا البيت:
يا أهلَ لذاتِ دنيا لا بقاءَ لها *** إن اغترارًا بظلٍّ زائلٍ حُمقُ
وإذا كانت الدنيا كأحلام نائمٍ، وظل زائلٍ، فهي كذلك سحابة صيف ستنقشع عن قريب، ولن يستمر بساطها على أفق السماء، فأهل الإيمان قد "علمُوا أن الدُّنْيَا دَار ممر لَا دَار مقرّ، ومنزل عبور لَا مقْعد حبور، وأنها خيال طيف، أوْ سَحَابَة صيف".
قال الشاعر: أرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لَا يَسْأَمُوْنَهَا *** عَلَى أَنَّهُمْ فِيْهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحَبُّ فإنَّهَا *** سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقْشَّعُ
كَرَكْبٍ قَضُوا حَاجَاتِهِمْ وَتَرَحَّلُوا *** طَرِيْقهُمُ بَادِي العَلَامَةِ مَهْيَعُ
وقال بعضهم: "إقبال الدنيا كإلمامة ضيف، أو سحابة صيف، أو زيارة طيف".
وقال أعرابي: ما كانت الدنيا على بني فلان إلا طيفًا لما انتبهوا ولّى عنهم، وقال آخر:مَرَرْتُ بِدُورِ بَني مُصْعَبٍ *** بِدُورِ السُّرورِ ودُورِ الفَرَحْ
فَشَبّهتُ سُرعةَ أيّامِهِمْ *** بسُرْعَةِ قَوسٍ يُسَمَّى قُزَحْ
تَلَوّنَ مُعْتَرِضًا في السّماء *** فلمّا تَمَكَّنَ مِنْهَا نَزَحْ
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .