أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والثلاثون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان: العفو :
يتفاضل النَّاس فـي الدنيا بأشياء مِن أهمها المال:حتى أن كثيرا مِن النَّاس يزن غيره بالمال، علي قدر ما معك مِن المال يكون لك وزن، وهذا لعمري من الموازين المختلة عند البشر، لما يفتقر هذا الإنسان، ولا يكون عنده مواهب ذاتية، يحدث له حالة اكتئاب، يفقد الثقة في نفسه، لأنها رمز الدنيا.
كما قال القائل: "الدنيا إذا أَقَبَلَت بلت، وإذا أدبرت برت، وإذا أينعت نعت، وكم مِن ملك رفعت له علامات، فلما علا مات"(إذا أدبرت برت ) تهلك صاحبها لأنها إذا أقبلت عليه خلعوا عليه مِن صفات الكمال ما ليس فِيه أصلا، فإذا أدبرت عنه الدنيا لا يسأل عنه سائل.
والذي يعرف هذه الحقيقة أصحاب المِناصب الكبيرة، الذين عُزِلوا أو انتهت مدة رئاستهم، هؤلاء يشعرون بحسرة كبيرة جدا. لأنه كان يضع بوابا علي مكتبه مِن كثرة الطلب عليه، وكثرة المتصلين به ولا يكاد يفتر ساعة مِن ليل أو نهار إلا وهناك مواعيد ومكالمات،ويخلعون عليه مِن صفات الكمال ما ليس فِيه، فإذا عُزِلَ أو استقال أو انتهت مدة ولايته، يرى نفسه وحيداً فريداً ينظر أحيانا إلى الهاتف، هل هذا هو الهاتف الذي كان لا يكف عن الرنين؟ أين ذهب رنينه؟ فيحدث له نوع مِن الاكتئاب والحزن الدفين، ويعلم الدنيا علي حقيقتها، فيعلم أن هذه الدنيا كلها مصالح، وأن كل مِن كان يرتادون مكتبه ويكلمونه ويبتسم لأجله ويجلبون له الهدايا كان هذا فقط مِن أجل قضاء مصالحهم، وليس لأجل أنه محترم.
فإذا أعطاك الله عز وجل نعمة مِن النعم فلا تحجبها.
قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (عبدي أنفق، أُنْفِق عليك).وقال النبي- صلي الله عليه وسلم-: ( ما مِن صباح ينشق فجرُه إلا وينادي ملكان يَقُول أحدهما اللهم أعطي ممسكاً تلفاً وأعطي مِنفقاً خلفا).
الذي يعطي، الله عز وجل يخلف عليه. (وما أَنْفَقْتُم مِن شيء فهو يُخْلِفُه وهو خَيْر الرَّازِقِين) المراد بالآية :فقد أعلمننا ربنا-سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن الذي يمسك ما أعطاه إياه ولا يعطيه للناس في باب
المواساة والحاجة كقرض و نحوه أن الله غنيٌ عن عطاء هذا.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .