أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السادسة بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة بعد المائتين في موضوع(الحليم)وهي بعنوان :

من أخلاق الرسول الحلم والعفو :

ومع هذا كله يعفو عنه صلى الله عليه وسلم وينسى ذلك كله – وهي أمور لا تنسى – ويصلي عليه، ويقول وهو حريص على نجاته من النار «لو أعلم أني إن زدت على السبعين له لزدت عليها».

إنها واقعة في العفو، لا تدانيها واقعة أخرى، يحتاج إدراك أبعادها إلى أناة وروية في استعراض تسع سنوات مليئة بالأحداث التي كان فيها النفاق برئاسة ابن أبي لا يدخر وسعًا في الصدِّ عن سبيل الله..

فإذا استطعنا أن نجمع ذلك إلى بعضه، ونستشعر حجمه، عندها فقط نستطيع معرفة مقدار هذا العفو.

ثم إن هذا العفو بعد موت الرجل حيث لا يتوقع – بل لا يريد – منه جزاء ولا شكورا.

كان صلى الله عليه وسلم حريصًا على نجاته من النار، راغبًا في ذلك، لأن الله تعالى أرسله رحمة للعالمين..

ولكن سبق في عدل الله تعالى أن قال: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ

الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ جزاء ما اقترفت أيديهم. ويستوقفنا في هذه الواقعة جرأة عمر رضي الله عنه، وقد تعجب هو نفسه من ذلك، حيث أخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يمنعه.. ولكن حلمه الذي وسع أعداءه، ألا يسع خاصة أصحابه! ذلك هو العفو الكبير.. وذلك هو الحلم الذي لا يدانى.. وتلكم هي الشمائل.

ما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه : والعفو لا يكون إلا بترك المؤاخذة في الحقوق،

 وبعدم الانتقام في الإساءات ولم يذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه انتقم لنفسه

في يوم من الأيام.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها».

وفي رواية: «وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط».

وعنها رضي الله عنها قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده،

ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء

 قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ».

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .