أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الرابعة والتسعون بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائة في موضوع(الحليم)وهي بعنوان:

للمربي النَّاجح أخلاقٌ وصفات :

   هناك صفات أساسية، كلَّما اقترب منها المربي كانت له عَوْناً في العملية التربوية، والكمال البشري هو للرُّسل ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ ولكن الإنسان يسعى بكل جهده وبقدر المستطاع، يراقب فيها نفسه بنفسه، وذلك للتوصل إلى الأخلاق الطيبة والصفات الحميدة؛ وخاصة أنَّه في مركز القدوة التربوية، فينظر إليه جيل جديد على أنَّه مربّيه وموجهه.

وإليكم أهم الصِّفات التي يسعى إليها المربّي من خلال الأحاديث النبوية الشريفة :

- الحلم والأناة: أخرج مسلم عن ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأشج عبد القيس:  ((إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)).

وهذه قصة لطيفة، تبيِّن أهمية الحلم والأناة في بناء أخلاق الجيل الجديد: قال عبد الله بن طاهر: كنت عن المأمون يوماً، فنادى بالخادم: يا غلام، فلم يجبه أحد؛ ثمَّ نادى ثانياً وصاح: يا غلام، فدخل غلام تركي، وهو يقول: أمَّا ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلّما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام! إلى كم يا غلام؟ فنكس المأمون رأسه طويلاً، فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه؛ ثم نظر إلي فقال: يا عبد الله، إنَّ الرجل إذا حسَّن أخلاقه ساءت أخلاق خدمة؛ وأنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا، لنحسَّن أخلاق خدمنا.

- الرِّفق والبعد عن العنف: أخرج مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((إنَّ الله رفيق يحب الرفق،

ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)).

وعنها أنَّ النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ قال: ((إنَّ الله رفيق يحب الرِّفق في الأمر كله)). متفق عليه.

وأخرج مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)).

وروى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: (يا عائشة، ارفقي، فإنَّ الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على الرفق). وفي رواية : (إذ أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .