أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية والتسعون بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والتسعون بعد المائة في موضوع(الحليم)وهي بعنوان:

بعض ما يسكِّن الغضب :

ثالثاً: أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم، ومذمّة الانتقام، فقد كتب أبرويز إلى ابنه شيرويه: إن كلمة منك تسفك دماً، وأخرى تحقن دماً، وإن نفاذ أمرك مع كلامك،فاحترس في غضبك أن تخطئ،ومن لونك أن يتغير،ومن جسدك أن يرتجف،فإن الملوك تعاقب قدرة، وتعفو حلماً.

ولله در القائل: الغضب على من لا تملك عجز، وعلى من تملك لؤم.

وقال أحد البلغاء: إنَّ غضباً يعقبه اعتذار، عجز وسفه.

وقد قلت ناصحاً : لا تـغضبـنَّ وتعـتذرْ *** لـكـنْ تَحَـلّمْ وادّكـِرْ

              غضبٌ يؤول إلى اعتذا *** ر منك ضعف فافتكـرْ

رابعاً: أن يتنبّه الغاضب سريعاً إلى ثواب العفو، وحسن الصفح، فيقهر نفسه رغبة في الجزاء والثواب، وحذراً من استحقاق الذمّ والعقاب.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ينادي مناد يوم القيامة، مَنْ له أجر على

الله عزّ وجل فليقم، فيقوم العافون عن الناس، ثم تلا: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله".

وقال رجاء بن حَيَوَة لعبد الملك بن مروان حين انتصر على بعض الثائرين: إن الله قد أعطاك ما تحب من الظفر، فأعط الله ما يحب من العفو.

وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "الخير ثلاث خصال، فمن كنَّ فيه فقد استكمل الإيمان:

أ – من إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل.

ب – وإذا غضب لم يخرجه غضبه من حق.

ج – وإذا قدر عفا.

وأسمع رجل عمربن عبد العزيزكلاماً،فقال عمر: أردتَ أن يستفزني الشيطان لعزة السلطان،فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً،انصرف رحمك الله.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .