أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الستــــــــــون بعد المائة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

   بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الستون بعد المائة في موضوع(الحليم)وهي بعنوان:

فضل الحلم وتحاشي الغضب :

والغضب مفسد للأخلاق والأعمال، وللعقل والمروءات، قيل لابن المبارك رحمه الله : إجمع لنا حسن الخلق في كلمة، قال: ترك الغضب، وترك الغضب وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، جاءه رجل فقال أوصني .. قال (لا تغضب) فردد مراراً .. قال (لا تغضب) رواه البخاري. قال الراوي رضي الله عنه ففكرت حين قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله والعقل ينقص عند الغضب فيؤدي إلى قول الباطل وكتم الحق. ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (أسألك كلمة الحق في الغضب والرضى) رواه النسائي، ويمنع من القول في العدل، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يقضين حَكَم بين اثنين وهو غضبان) متفق عليه. وقد يخسر المرء شيئا من ماله بسبب الغضب، قال جابر رضي الله عنه : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ورجل من الأنصار على ناضح (أي بعير) فتَلدَنَ عليه بعض التلدن (أي تلكع عليه) فقال لبعيره "لعنك الله"،فقال رسول - صلى الله عليه وسلم - (من هذا اللاعن بعيره) قال: أنا يارسول الله قال (انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافق من الله ساعة

يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه مسلم.

قال ابن رجب رحمه الله فهذا كله يدل على أن دعاء الغضبان قد يجاب إذا صادف ساعة إجابه وأنه يُنهى عن الدعاء على نفسه وأهله وماله في الغضب، وإذا غضب الإنسان قال ما لا يعلم وندم على ما قد يعمل من عقوق والديه أو قطع رحمه أو مفارقة زوجه أو قطع رزقه أو هجران الأصحاب له أو الإعتداء على الآخرين أو صدور أقوال محرمة منه من قذف وسباب وفحش وأنواع من الظلم والعدوان، ويتولد من ذلك الهم والوحشة والحزن والوحدة، وقد يعاقب على ما بدر منه في غضبه بحدٍ او تعزير، أو عقوبة في الآخرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من غضب بتعاطي

أسباب تدفع عنه الغضب، فأمر بالتعوذ من الشيطان لأنه سبب الغضب والعدوان.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .