أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة الثالثة والثمانون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة الثالثة والثمانون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  : 

تفسير الآية : { الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين  }

وقال:  { والعافين عن الناس }  العفو ترك المؤاخذة على الذنب، والمعنى هم الذين إذا أساء إليهم أحد قابلوا إساءته بالعفو، وخير من ذلك أن يقابلوه بالإحسان لكن بشرط أن يكون لديهم قدرة على الانتقام، أما من عفا لعدم القدرة على الانتقام فهذا عفو العاجز الذي لا يحمد عليه، بل يكون عفوه هذا عجزا مذموما، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: { إن تبدوا شيئا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا } فأنتم إن عفوتم عن السوء قد تعفون عن قدرة وقد تعفون عن العجز، أما الله عزوجل فإنه يعفو عن قدرة، وهذا هو محل المدح، أما مجرد العفو ليس بمدح حتى يكون عفوا عن قدرة، فترك المؤاخذة على الذنب عفو، وهو محمود وخير منه الإحسان، ولكن يشترط في الأمرين أن يكون ذلك عن قدرة لا عن عجز، أما عن العجز فإنه مذمة، ولهذا قال الشاعر يذم قبيلته:

لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ***  ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة  *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا،

لماذا ؟ لضعفهم وعجزهم، ولهذا قال:

 فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا لغارة فرسانا وركبانا ،

     فالحاصل أن قوله: { والعافين عن الناس  }  يعني الذين لا يؤاخذون الناس بما أساءوا به إليهم بل ربما يحسنون إليهم ولكن عن قدرة، أما العفو عن عجز فليس بعفو في الحقيقة، بل هو عجز لا يمدح عليه الإنسان...

   إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .