أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة الثانية والثمانون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة الثانية والثمانون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  : 

تفسير الآية : { الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين  }

      قال الشيخ : قوله تعالى: (( والكاظمين الغيظ )) يعني الذين يكظمون أشد الغضب، وإذا كانوا يكظمون أشد الغضب فأسهل الغضب من باب أولى، لأن كظم الغضب ليس بالأمر الهين على النفوس لاسيما عند الإنسان العصبي، فإنه من أشد ما يكون، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما تعدون الصرعة فيكم ؟) قالوا الذي لا يصرع، قال: ( إنما الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب ) وفي رواية أخرى: ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) وصدق النبي عليه الصلاة والسلام، كم من إنسان لا يملك نفسه عند الغضب، فتجده مثلا يكسر ماله، يطلق زوجته، ربما يلطم نفسه، وربما يسقط نفسه من علو، المهم أن الغضب شديد، جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم حتى لا يدري ما يقول، ولهذا كان أصح أقوال أهل العلم أن من غضب غضبا لا يملك نفسه به فإنه لا عبرة بقوله أيا كان سواء كان طلاقا أو خلعا أو لعنا أو قذفا أو غير ذلك فإنه لا عبرة به لأنه ليس له قصد، وبعض الناس ـ نسأل الله العافية ـ إذا غضب تغيب عنه الدنيا لا يرى من أمامه أبدا ولا يسمع قوله من يتكلم، ربما يتكلم بكلام مكروه ويصيحون به وهو لا يسمعهم من شدة غضبه، ولهذا نقول إن الغضب ثلاثة أقسام: أول، وغاية، ووسط، بداية وغاية ووسط، البداية لا تؤثر لأن كل إنسان يغضب، والغاية لا حكم لها، لا حكم لها بمعنى أن كل ما صدر عن الغاضب فإنه لا حكم له، وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه: إغاثة اللهفان في عدم وقوع طلاق الغضبان: أن ذلك بالاتفاق، والثالث: الوسط، هذا محل خلاف بين العلماء، والصحيح أنه لا حكم لقوله وأن طلاقه لا يقع .

   إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .