أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـة السابعة والستون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة السابعة والستون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  : 

فضائل الحلم وثمراته:

فلما كان من الغداة أو العشى جاء الاعرابى ؛ فقال النبى صلى الله عليه وسلم  لاصحابه : إن هذا الأعرابى قال ما قال فزدناه ؛ فزعم أنه رضى ؛ أكذلك ..؟ فقال الأعرابى : نعم فجزاك الله من أهل ومن عشيرة خيراً .

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم  إن مثلى ومثل هذا الأعرابى كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه ؛ فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً ؛ فنادهم صاحب الناقة خلو بينى وبين ناقتى ؛ فإنى أرفق بها وأعلم ؛ فتوجه لها من بين يديها ؛ فأخذ لها من قمام الأرض ؛ فردها هوناً هوناً ؛ حتى جاءت واستناخت ؛ وشد رحلها ؛ واستوى عليها

أرأيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  كيف يحلم على من أعطاه فجحد عطاءه ..؟ أرأيت إليه كيف يعطيه ثانية فيسمع رضاه ودعاؤه . وطلب منه أصحابه فى موقعة أحد أن يدعو على المشركين الذين شجواْ وجهه ؛ وكسرواْ رباعيته ؛ حتى سال الدم على وجهه الشريف ؛ فقال " أنا لم أبعث لعاناً ؛ ولكنى بعثت داعياً ورحمة ؛ اللهم اغفر لقومى فإنهم لايعلمون " .

قال أنس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يمشى وأنا معه ؛ فأدركه أعرابى فجذبه جذباً شديدة ؛ وكان على النبى صلى الله عليه وسلم  برداً غليظ الحاشية فنظرت إلى عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم  قد أثرت فيه حاشية البردة من شدة الجذبه . وقال الأعرابى : يامحمد احمل على بعيرى هذين من مال الله الذى عندك ؛ فانك لاتحمل من مالك ولا من مال أبيك . فسكت النبى صلى الله عليه وسلم  ؛ ثم قال المال مال الله وأنا عبده ؛ ثم قال : ويقاد منك يا أعرابى ما فعلت . فقال الأعرابى : لا . قال الرسول صلى الله عليه وسلم  : ولم ..؟ قال الأعرابى : لانك لاتكافىء السيئة بالسيئة ؛ فضحك النبى صلى الله عليه وسلم  ؛ ثم أمر أن يحمل للأعرابى على بعير شعير ؛ وعلى الآخر تمر . لكن من الأحداث مالايسعه الصدر الرحب ؛ ولا يطيقه الحليم ؛ فلابد من غضب ؛ لكن هذا اغضب هو اللائق بالعظيم الحليم ؛ لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم  صاحب رسالة ؛ ومبلغ دين وحـامى حقيقـة ؛فمـن حقـه أن يحلــم على مـا يصيبــه هـو فـى سبيل دعوته ؛ولكنه لا يستطيع أن يحلم على ما يصيب الدعوة نفسها

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .