أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الثانية والأربعون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة الثانية والأربعون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  :

من وصايا الرسول.. الرفق والرحمة والرأفة :

دخلَ أعرابِيٌّ المسجِدَ ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسٌ ، فصلَّى ، فلما فرغَ قال : اللهمَّ ارحمني ومحمدًا ، ولَا ترحمْ معنا أحدًا ، فالتفَتَ إليهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : لقدْ تَحَجَّرْتَ واسعًا ، فلم يلبثْ أنْ بالَ فِي المسجدِ ، فأسرعَ إليه الناسُ ، فقال: النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :( أهْريقوا عليْهِ سَجْلًا مِنْ ماءٍ ، أوْ دلْوًا مِنْ ماءٍ ، ثُمَّ قال : إِنَّما بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّريْنَ) الترمذي.  فالتَّيسيرُ والرفق  ورَفْعُ الحرَجِ مِن مَحاسنِ شَريعةِ الإسلامِ، وقدْ ظهَر جليًّا في حياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قولا وعملا .  فالممارس لفقه الدعوة إنما هو فقيه وداعية معا , ولا يصلح للخوض فيه من ليست عنده خبرة الدعاة, ولا له معاناتهم وتقلبهم بين اصناف الناس. عن سعد بن عبادة قال:(( جاء رجل إلى بن عباس فقال لمن قتل مؤمنا توبة؟  قال:  لا إلا النار, فلما ذهب قال له جلساؤه ما هكذا كنت تفتينا كنت تفتينا أنًّ لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة فما بال اليوم؟  قال إني أحسبه رجل مغضب يريد أن يقتل مؤمنا قال:  فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك))مصنف ابن ابي شيبة . وقد عَلَّمنا الحبيب – صلَّى الله عليه وسلَّم فقه الدعوة في مقام اخر  – حين أتاه الأعرابيُّ ثائِرَ الرأس يسمع الصحابة دَوِىَّ صوته، وسأله – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن الإسلام فأخبرَه، وأوضح له أركانه فقط، فقال الرجل: والله لا أزيد على هذا، ولا أنقص منه، فقال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفلحَ والله إنْ صَدَق))؛ متفق عليه. نعم، لم يُلزمه بأكثرَ من الأركان، وهذا مقتضى حال حديثي العهد بالإسلام وهذا منتهى فقه الرفق في الدعوة إلى الله نتعلمه من رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذي آمرنا بإتباعه والسير على هديه في جميع أحواله . وحين بعث النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – معاذًا إلى اليمن بيَّن له مقتضى حالهم، فقال له: “إنك تأتى قومًا أهل كتاب”؛ (البخاري ) أي: لهم معاملة خاصَّة تختلف عن المشركين الذين لا كتاب لهم . وكان صلى الله عليه وسلم  يُثني على أصحابه بما فيهم من خِصال الخير؛ يتألَّفهم ويتودَّد إليهم بذلك؛ قال للأشج – أشج عبد القيس -: ((إنَّ فيك خصلتَينِ يحبهما الله: الحِلم والأناة))؛ مسلم. وبهذا الرفق استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكسب حب اصحابه, وأن يتألف اجلاف العرب وصناديد الكفر فدخلوا في دين الله افواجا، واصبحوا للإسلام جنودا وقادة. وعلى كل من يتصدر للدعوة في سبيل الله أن يتحلى بصفات الرفق ويجمع بين الحلم والعلم، وأن يتأسى بأكبر واعظم من دعا الي الله  على بصيرة صلى الله عليه وسلم. [ الأنترنت - موقع إسلام أون لاين - فقه الدعوة وفقه الرفق  - فرح كٌندي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .