أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة الخامسة والثلاثون موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

 الحلقة الخامسة والثلاثون في موضوع ( الحليم ) وهي بعنوان  :

باب الحلم والأناة والرفق :

وفد عبدالقيس : وقصة وفد عبدالقيس مشهورة وفيها أن القوم حين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رموا بأنفسهم عن رواحلهم، فمنهم من سعى سعياً، ومنهم من هرول هرولة، ومنهم من مشى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا بيده يقبلونها، وقعدوا إليه، وبقي الأشج وهو أصغر القوم، فأناخ الإبل وعقلها، وجمع القوم، ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله، قال: وما هما يا رسول الله؟ قال: الأناة والتؤدة، قال: أجبلاً جبلت عليه، أو تخلقاً مني؟ قال: بل، جبل قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله .

وفي باب الرفق، ورد عنه صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تحببنا فيه، تحثنا عليه، وقد بين صلى الله عليه وسلم أن خلق الرفق محبب إلى الله عزّ وجل، روى

مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله

رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف ومالا

يعطي على ما سواه، وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها أنها روت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله، وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف .

وحثنا صلى الله عليه وسلم على أن يكون العبدالمسلم رفيقاً في جميع شؤونه، رفيقاً في معاملة أهله، وفي معاملة إخوانه، وفي معاملة أصدقائه، وفي معاملة عامة

الناس، يرفق بهم، ويرفق في أمره كله، لأن الرفق خلق ما كان في شيءٍ

إلا زانه، ولا نزع من شيءٍ إلا شانه، كما جاء في الحديث الذي يرويه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانهُ، ولا ينزعُ من شيءٍ إلا شانهُ، ولقد قيل عن حق إن الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحاً، وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم، ثم قال ليتني لم أفعل، لكن بعد فوات الأوان، أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة فإن صدره ينشرح ولا يندم على شيء فعله .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .