أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــــــة التاسعة عشرة موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

التاسعة عشرة في موضوع (الحليم) وهي بعنوان : نماذج عملية فى الحلم:

وتسمية الله تعالى نفسه بالحليم، وتكراره في القرآن على هذا النحو إشارة إلى شرف هذا الاسم، ودعوة للدعاة الذين هم ورثة الأنبياء إلى أهمية الاتصاف به، والتحلّي به في تعاملهم مع المدعوين.

وبناءً على هذا يمكن تصنيف ذِكر الله للحلم في القرآن الكريم بوصفها إحدى الصفات التي ينبغي للداعية الاتصاف بها في دعوته ليحقق لها أسباب القبول عند المدعوين.

الحلم صفة لله:

قال المفسرون: وصف الله نفسه في القرآن الكريم بالحليم فهو سبحانه لا يستفزه التقصير في جانبه، ولا يغضب للغفلة، ويقبل المعذرة، وهو سبحانه يحلم عن مؤاخذة العباد بكل ما يفلت من ألسنتهم، فهو ذو أناة في تركه مقابلة أهل حسنته بالعقوبة على معاصيهم، وتركه معالجة أهل معصيته العقوبة على معاصيهم، كما لا يَعْجَلُ سبحانه على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم متى علم من نفوسهم التطلع إليه والاتصال به، ولم يعلم منها

التمرد والتفلّت والإباق، فلعل عباده الخاطئين أن يتوبوا.

عن ابن عباس قال: (الحليم الذي قد كَمُل في حلمه).فليتعلم الدعاة من حلمه جل وعز فلا يعجلوا بالأذى والغضب على العصاة المخالفين لمنهج الله وطريقه المستقيم.فالحلم من أشرف الأخلاق وأحقّها بذوي الألباب؛ لما فيه من سلامة العِرض وسلامة الجسد واجتلاب الحمد.

الحلم صفة للمخلوق: قال المفسرون: ذو الحلم أي العقل، والحليم: الكثير الحلم، بطيء الغضب. وهو الذي يصفح عن الذنوب، ويصبر على الأذى، وقيل: هو الذي لا يعاقب أحدا قط إلا في الله، ولم ينتصر من أحد إلا لله. وهو الذي لا يحمله الغضب أن يفعل ما لم يكن ليفعله في حال الرضا، ويحتمل أسباب الغضب فيصبر ويتأنى ولا يثور.

والحلم صفة تقتضي الصفح وتحمّل الأذى، ورجاحة العقل وثباتة ورصانة وتباعد عن العدوان وعدم القسوة، وهو اسم يجمع أصالة الرأي ومكارم الأخلاق والرحمة بالمخلوق.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .