أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة عشرة بعد المائــــــــــــتين في موضـــــــــــــوع القوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة عشرة بعد المائتين في موضوع (القوي ) وهي بعنوان :*العقيدة قوة عظمى :
علمتني الحياة في ظل العقيدة: أن العقيدة قوة عظمى، لا تعدلها قوة مادية بشرية أرضية أياً كانت هذه القوة.
والأمثلة على ذلك كثيرة وبالمثال يتضح المقال :
ها هي جموع المسلمين وعددها ثلاثة آلاف في مؤتة تقابل مائتي ألف بقلوب ملؤها العقيدة، يقول قائل المسلمين: والله! ما نقاتلهم بعدد ولا عدة وإنما نقاتلهم بهذا الدين، فسل خالداً كم سيف اندق في يمينه؟ يجبك خالد: اندق في يميني تسعة أسياف.
وسل خالداً: ما الذي ثبت في يده وهو يضرب الكافرين؟ يجبك: إنها صحيفة يمانية ثبتت في يده.
انظر إليه يوم يقبل مائتا ألف مقاتل إلى ثلاثة آلاف ليهجموا عليهم هجمة واحدة، يوم يأتي بعض المسلمين ويرى هذه الحشود فيقول لـ خالد: يا خالد! إلى
أين الملجأ؟ أإلى سلمى وأجا؟ فتذرف عيناه الدموع وينتخي ويقول: لا إلى سلمى ولا إلى أجا ولكن إلى الله الملتجى؛ فينصره الله الذي التجأ إليه سبحانه وبحمده.
بربك هل هذه قوة جسدية في خالد بن الوليد؟ لا والذي رفع السماء بلا عمد! إنها العقيدة وكفى:
إن العقيدة في قلوب رجالها من ذرة أقوى وألف مهند
وها هو صلاح الدين في عصر آخر غير ذلك العصر -عليه رحمة الله- تأتيه رسالة على لسان المسجد الأقصى وقد كان أسيراً في يد الصليبيين يوم ذاك، تقول الرسالة:
يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت وأنا على شرفي أنجس
فينتخي صلاح الدين ويقودها حملة لا تبقي ولا تذر، ويشحذ الهمم قبل ذلك، فيمنع المزاح في جيشه، ويمنع الضحك في جيشه، ويهيء الأمة لاسترداد المسجد الأقصى الذي هو أسير في يد الصليبيين يوم ذاك، ثم يقودها حملة لا تبقي ولا تذر، فيكسر شوكتهم ويعيد الأقصى بإذن الله إلى حظيرة المسلمين.
ثم ماذا بعد صلاح الدين يا أيها الأحبة؟
عادوا بعد صلاح الدين بفترة يوم تخلى مَنْ تخلى عن مبادئ صلاح الدين، عادوا فاحتلوه وذهبوا إلى قبر صلاح الدين ورفسوه بأرجلهم وقالوا: ها قد عدنا يا صلاح الدين! ها قد عدنا يا صلاح الدين! وهم ينشدون: محمد مات ****خلف بنات.
فما الحال الآن يا أيها الأحبة؟
إن ما يجري هناك لتتفطر له الأكباد، إن المسجد الأقصى -بلسان حاله- ليصيح بالأمة المسلمة: هل من صلاح؟ هل من عمر؟ هل من صلاح؟ هل من عمر؟ فلا أذن تسمع، ولا قلوب تجيب:
إني تذكرت والذكرى مؤرقة ****** مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد ****** تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها ****** وبات يملكنا شعب ملكناه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده *****ونحن كان لنا ماض نسيناه
إنا مشينا وراء الغرب نقبس من ******ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب *****بالأمس كانوا هنا واليوم قد تاهوا
وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها ***** عمن بناه لعل الصخر ينعاه
هذي معالم خرس كل واحدة *********منهن قامت خطيباً فاغراً فاه
الله يعلم ما قلبت سيرتهم يوماً ********وأخطأ دمع العين مجراه
لا در امرئ يطري أوائله فخراً ********ويطرق إن ساءلته ماه
يا من يرى عمراً تكسوه بردته ****** والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا من ****** خوفه وملوك الروم تخشاه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *******يشيدون لنا مجداً أضعناه
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.