أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والستـون بعد المائــــــــــــة في موضــــوع القوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والستون بعد المائة في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : * موقع قدرة الله وعدله :
ب – قدرة الله على العلم المطلق بما خلق :
الله تعالى خلق الكون وكل ما فيه من أشياء وأحياء ويدبر أموره كلها في آن واحد وباستمرار. والله تعالى وحده محيط بكل ما في الكون وما يقع فيه ويعلم ما هو كائن وما يحدث في كل لحظة وباستمرار سواء ما يظهر للناس ويسمعونه أو ما هو غائب عنهم لا يرونه ولا يسمعونه. بل يعلم الله ما في باطن الأرض والبحار وما في جسم الإنسان الذي له قدرة على التحكم فيه متى شاء ، ويعلم ما في نفس الإنسان وفكره قبل التعبير عن ذلك بالقول والعمل. وهذا من أدلة قدرة الله وسلطانه وحكمه وخلقه لما يريد سبحانه العزيز الجليل والرحمان الرحيم. ومن الآيات الدالة على هذه الحقيقة المؤكدة فعلا في الواقع الذي نعيشه هناك ، سورة النمل الآية 65 : "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون"......
إن الله تعالى أعلم المخلوقات كلها بما في الكون المشاهد والذي لا يشاهد وهو الغيب والله تعالى هو الذي خلق الظواهر الكونية وأسبابـها وهو مصدر العلم لعدة آيات منها الأنعام الآية 80 : "وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون" .....
فالله أعلم من في الكون وقادر على إتيان علمه من يريد. البقرة الآية 239 : "فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون" .... لنطع الله الذي أعطى لكل مخلوق منا روحا منه ولنلتزم بشرعه وهو القرآن الكريم الذي هو مادة الامتحان الذي وضعه لنا ربنا في الحياة الدنيا المؤقتة. فمن اجتاز هذا الامتحان بنجاح أي أطاع الله وطبق القرآن وعمل بمقتضى أحكامه في أقواله وأفعاله سرا وعلانية ، فإن جائزته الكبرى الحياة الدائمة في الجنة والسعادة في الدنيا المؤقتة أيضا. وأما من أعرض عن القرآن واتبع هواه فإنه قد خسر الامتحان وبالتالي فإن له شقاء الدنيا ومعيشة ضنكا ولو كانت لديه الأموال الطائلة ، وفي الآخرة مصيره جهنم خالدا فيها ، طه الآية 124 : "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى".....
فالإنسان الذي يملك الملايـير من الأموال ويعرض عن القرآن ويكفر يعيش معيشة ضنكا وشقاء رغم الأموال الطائلة ، فليس له استقرار نفسي ولا اطمئنان ، فهو يجري ويلهت ليل نـهار بـهلع وراء البحث عن المزيد من الأموال ، يتناول قليلا من الطعام طبق حمية معينة ولا ينام إلا بالأقراص المنومة ، وهو متعب بالحسابات ولا يجلس مع زوجته وأبنائه ولا يؤدي واجباته الزوجية والأسرية لاشتغاله بالبحث عن الثروات باستمرار دون القيام بالواجبات الدينية ودون احترام شرع الله تعالى. أليست هذه معيشة ضنكا ، بلى وسيلقى في جهنم يوم القيامة ، الأنفال الآية 28 : "واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة … " ترك الله تعالى للإنسان حرية العمل بأحكام القرآن أو الإعراض عنها رغم أنه قادر على أن يكون كل الناس مؤمنين صالحين يونس الآية 99 : "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا" ، والسجدة الآية 13 : "ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" ......
الفقرة الثانية : فناء الكون وما فيه بقدرة الله تعالى فعلا وحقا الله تعالى هو الذي خلق الكون وما فيه وهو الذي له القدرة المطلقة على إنهاء وجود الكون وما فيه. فحياة المخلوقات بإذن الله وخلقها وموتـها بإذن الله وقدرته. سوف أبين الأدلة على أن الحياة والموت بيد الله وقدرته ومشيئته. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.