أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة عشرة بعد المائة في موضــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في

موضوع (القوي ) وهي بعنوان : ثالثًا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة:

وبهذا البيان يتضح لنا شدة أثر الأعمال الصالحة في زيادة الإيمان، وأن القيام بها والإكثار منها سبب عظيم من أسباب زيادته.

قال الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله -: «ولزيادة الإيمان أسباب منها: فعل الطاعة، فإن الإيمان يزداد به بحسب حسن العمل، وجنسه، وكثرته، فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أعظم، وحسن العمل يكون بحسب الإخلاص والمتابعة، وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون، وبعض الطاعات أوكد وأفضل من البعض الآخر، وكلما كانت الطاعة أفضل كانت زيادة الإيمان بها أعظم، وأما كثرة العمل فإن الإيمان يزداد بها لأن العمل من الإيمان فلا جرم أن يزيد بزيادته».

فالصلاة إيمان، والحج إيمان، والصدقة إيمان، والجهاد إيمان، بشرط الإخلاص والمتابعة، ومجالسة أهل الخير ومرافقتهم إيمانٌ بل هو سبب عظيم من أسباب زيادة الإيمان لما يكون في مجالستهم من التذكير بالله تعالى والترغيب في رحمته وعفوه والترهيب من سخطه وعذابه، وما في مجالستهم من تحريك بواعث التنافس في الخير ودفع العزائم والهموم إلى فعل الطاعات وترك المعاصي.

وقد قال ﷺ: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»[سبق تخريجه.]

وكما بين الله تعالى أن القلوب تستفيد من مجالس الذكر ويحدث لها نشاطٌ وهمة ويوجب لها الانتفاع والارتفاع، بخلاف مجالس اللهو والغفلة فإنها من أعظم أسباب نقص الإيمان.

ولهذا كان سلفنا الصالح أشد الناس عناية بمجالس الذكر والحرص عليها، وأشدهم بعدًا عن مجالس اللهو والغفلة.

وسبب أخير نختم به هذه الأساليب؛ ينبغي العناية به وعدم إغفاله: وهو أن الأمور السابقة جميعها تتطلب مجاهدة للنفس وتوطينها على الإتيان بها

وتحقيقها فالإيمان لا يأتي دفعة واحدة كما أنه لا يقف عند حد، بالإضافة إلى أن ذلك أيضًا يستلزم محاسبة النفس على جميع ما من شأنه إنقاص الإيمان أو إضعافه والتوبة مما يقع منها ... وبالله التوفيق.

 خاتمة

وفي الختام أشير إلى بعض النماذج والتطبيقات العملية لزيادة الإيمان، وفقنا الله جميعًا إلى العمل بها والثبات عليها، وفتح لنا باب الاستزادة من كل خير، ومنها:

1- المحافظة على الصلاة في أول وقتها.

2- المحافظة على أذكار أدبار الصلوات ولزومها.

3- المحافظة على أذكار الصباح والمساء وحفظها وعدم التهاون بها.

4- المحافظة على الورد اليومي من القرآن.

5- النظر في شيء من معاني القرآن والتفسير، ولا سيما السور المكية التي يغلب عليها ذكر أصول الإيمان.

6- الإكثار من تذكر الموت والاعتبار بالصحة والعافية ومهلة الحياة.

7- التصدق بشيء من المال وعدم الغفلة عن ذلك.

8- الحرص على قيام الليل ولو قليلاً.

9- المشاركة في حلق الذكر والمحافظة على حضورها وعدم الانقطاع عنها.

10- الحرص على الخلوة بالنفس ومحاسبتها والتعرف على تقصيرها، وذلك كل يوم أو كل ليلة ، ثم مجاهدتها في الوصول بها إلى مستوى كمالها وسلامتها.

11- سماع المواعظ الإيمانية بشكل دوري لا ينقطع، مع قراءة كتب السير والرقائق والزهد.

 [ الأنترنت – موقع  - طريقك إلى تقوية إيمانك  - أسماء بنت راشد الرويشد ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.