أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادسة بعد المائة في موضــــوع القـــــوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقةالسادسة بعد المائة في
موضوع (القوي ) وهي بعنوان : صلاح القلب وفساده يكون بقوة الإيمان وضعفه:
6- عدم أو ضعف التأثر بالآيات والمواعظ:
وذلك من جراء قسوة القلب والكثافة التي تتابعت من توالي الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى: }كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{ [المطففين: 14].
ولا سيما معاصي السمع والبصر واللسان فإنها سبب سريع مباشر لقسوة القلب وضعف الإيمان، ومن ثم تظهر شكوى عدم الخشوع في العبادة، وضعف التأثر عند تلاوة آيات القرآن، وكذلك ضعف أثر المواعظ والذكر في القلب لأجل ذلك قال الله تعالى: }سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى{ [الأعلى: 10].
قال ابن الجوزي: «استعن على صلاح قلبك بحفظ جوارحك».
7- ومن علامات ضعف الإيمان أن تمر الموعظة والنصيحة والمشهد المؤثر على قلب ضعيف الإيمان كما تمر قطرة الماء على الصفا بلا أثر ولا تأثر، ومن علامات ذلك جمود العين وعدم التأثر بآيات القرآن عند قراءتها وسماعها، قال الله تعالى: }اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ{ [الزمر: 23]، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «لو طابت قلوبنا لما ملت كتاب الله».
8- ظهور الأخلاق السيئة:
يظهر ضعف الإيمان من خلال الأخلاق السيئة كالكبر والحسد والعجب والأثرة (حب الذات). كما قال رسول الله ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»[ البخاري: كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.]ومن ذلك عدم رعاية الأمانة (الخيانة) «لا إيمان لمن لا أمانة له»[ سبق تخريجه.]وكذلك ذهاب الحياء: «والحياء شعبةٌ من الإيمان»[ البخاري: كتاب الإيمان،
باب أمور الإيمان.]
وسوء الجوار: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرًا أو ليسكت»[ مسلم: كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزم الصمت.]كثرة الثرثرة والهذر: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»[ البخاري: كتاب الرقاق.]الوقوع في الغيبة: «يا معشر من آمن بالله بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته»[ مسند أحمد: كتاب أول مسند البصريين، باب حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه.]
9- الاستئناس بمجالس المعصية ومعاشرة أهلها:
قال قتادة: «إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله، فصاحبوا الصالحين من عباد الله، لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم».
فخلطة أهل الغفلة وأهل الزيغ من أكبر أسباب مرض القلب وهبوط الإيمان ومظاهر نقصانه. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «مثل القلب مثل الطائر كلما علا بَعُد عن الآفات، وكلما نزل احتوشته الآفات».
قال ﷺ: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»[ مسند أحمد: كتاب باقي مسند المكثرين، باب مسند أبي هريرة رضي الله عنه.]
فأضر الناس على إيمان الشخص قرناء السوء؛ لأن الطباع مجبولة على التأثر والاقتداء بمن يُصاحب، فمجالسة الحريص على الدنيا وكثير الحديث عنها والاهتمام بها تحرك في النفس الحرص على الدنيا، ومجالسة المبتدعة وأهل الأهواء تُردي إلى مهاوي البدع وهكذا.
قال سفيان الثوري: «ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب».
ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.