أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة بعد المائة في موضــــوع القـــــوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة بعد المائة في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : أقسام القلوب عند ابن القيم
وقد قسم ابن القيم القلوب إلى ثلاث أقسام على حسب ما يقوم بها من إيمان فقال رحمه الله تعالى:
والقلوب ثلاثة:
قلب خالٍ من الإيمان وجميع الخير، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس فيه، لأنه قد اتخذه بيتًا ووطنًا، وتحكم فيه بما يريد، وتمكن منه غاية التمكين.
القلب الثاني: قلب قد استنار بنور الإيمان، وأوقد فيه مصباحه، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية، فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات أحوال هذ الصنف بالقلة والكثرة، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر، ومنهم من هو تارة وتارة.
القلب الثالث:
قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات، وأقلعت عنه تلك الظلمات، فلنوره في قلبه إشراق، ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم، فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق.
مظاهر ضعف الإيمان
فإن لضعف الإيمان في القلب علامات ظاهرة في أقوال العبد وأفعاله وسائر حاله، والشاهد على ذلك قول النبي ﷺ: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»[ البخاري: كتاب الإيمان، باب من استبرأ لدينه.]
وصلاح القلب وفساده يكون بقوة الإيمان وضعفه. وإليكم بعضًا من تلك العلامات والمظاهر، وقد خُصت بالذكر لخطورتها وكثرة شيوعها وإن كانت أكثر من أن تحصر فمنها:
1- اقتراف الذنوب مع استصغارها والإصرار عليها:
إن الاستهانة بالذنوب والتساهل مع النفس في مواقعتها علامة على ضعف الإيمان في القلب وقسوته.
فإصرار العاصي على الذنب ولو كان صغيرًا علامة استهانته بالله الذي عصاه، وضعف خوفه منه بينما
المؤمن قد يفرط منه معصية وقد تكون كبيرة من غير إصرار، ولا يكون ذلك مؤشرًا لضعف إيمانه، لأن إيمانه يدفعه لأن يتوب وينيب إلى الله تعالى.
والنبي ﷺ قد ربط بين المعصية وبين ضعف الإيمان بقوله «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن»[البخاري: كتاب الحدود، باب السارق حين يسرق وهو مؤمن.،.]
لذا ينبغي على المؤمن أن يحتاط بالإيمان حتى من الشبهات، ليكون في مأمن من الوقوع في المحرمات التي حذرنا من الوقوع فيها النبي ﷺ فقال: «ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه»[ مسلم: كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات.]وفي رواية البخاري: «ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن يواقع ما استبان»[البخاري: كتاب البيوع، باب الحلال بيَّن والحرام بيَّن.]
ومن الذنوب التي قد يستصغرها بعض الناس. إطلاق البصر في الحرام كمشاهدة الأفلام والمسلسلات وغيرها، والكذب والغيبة والنميمة، وعدم المبالاة في طرق الكسب والتجارة.
وكذلك ذنوب الخلوات إذا غاب عن الرقيب البشري، إما في خيانة الأمانة، أو ترك واجب لكون الناس لا يرونه، أو ممارسة المحرمات الخفية التي يستحي من أن يراه الناس عليها، كإقامة العلاقات المحرمة، ونزع المرأة حجابها حين سفرها لكونها ابتعدت عن مجتمعها وبلادها.
فالله مسؤول أن يغيث قلوبنا بالإيمان، وأن يعيذنا من المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن.
ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.