أسمــــــاء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثمانون بعد المائتين في موضوع الأول والآخـــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثمانون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان : *خطبة عن اسم الله (الأَوَّلُ وَالآخِرُ ) :

واسم الله الأول يدل باللزوم على الحياة والقيومية ، والسمع والبصر

والعلم ، والمشيئة والقدرة والعلو والغنى والعظمة فهو لا يحتاج إلى غيره في شيء ، وهو المستغني بنفسه عن كل شيء  .

ومن الأولية أيضا : تقدمه سبحانه على غيره تقدما مطلقا ، في كل وصف كمال ،وهذا معنى الكمال في الذات والصفات، في مقابل العجز والقصور لغيره من المخلوقات، فلا يدانيه ولا يساويه أحد من خلقه ،لأنه سبحانه منفرد بذاته ووصفه وفعله ، والأولية وصف لله وليست لأحد سواه 

كما أن الأولية في الأشياء مرجعيتها إلي الله خلقا وإيجادا وعطاء وإمدادا

، قال الله تعالى :(كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً علينَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) [الأنبياء:104] ،وقال الله تعالى  : (قُل يُحْيِيهَا الذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ ) [يس:79]

واسمه تعالى: (الآخر ) : أي هو المتصف بالبقاء والآخرية ، فهو الآخر الذي ليس بعده شيء ، وهو الباقي بعد فناء الخلق ، قال الله تعالى :(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ القصص 88]

فمعنى اسمه تعالى : “الآخر”: يدلّ على دوام بقائه سبحانه وتعالى، كما

قال تعالى :{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (26) ،(27) الرحمن 

والمقصود بدوامه وبقائه أنّه باقٍ بذاته سبحانه وتعالى، بخلاف المخلوقات الّتي لا تفنى ولا تبيد كالجنّة والنّار والعرش والكرسيّ والقلم وما قام الدّليل على دوامه، فهي لا تدوم بذاتها ولكن بإذن الله ومشيئته، وفي الصحيحين (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ .. »

ومن معاني اسم الله الآخر : أنه هو سبحانه الذي تنتهي إليه أمور الخلائق كلها ، كما ورد عند البخاري من حديث البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ )  فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وما من أول إلا والله قبله ،وما من آخر إلا والله بعده ،فالأول قدمه ،والآخر دوامه وبقاؤه , فسبق كل شيء بأوليته , وبقي بعد كل شيء بآخريته ، فهو

الأول في آخريته , والآخر في أوليته .

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته