أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والستون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الواحدة والستون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان :* ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع ...
ب. وعن عمران بن حصين عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) .رواه البخاري ( 3019 ) .
( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ) رواه البخاري 6982
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وفي رواية ( ثم كتب في الذِّكر كل شيء ) فهو أيضاً دليل على أن الكتابة في الذكر كانت والعرش على الماء ." الصفدية " ( 2 / 82 ) .
قال ابن القيم - رحمه الله – في النونية :
والناس مختلفون في القلم الذي *** كُتِبَ القضاء به من الديَّانِ
هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه *** عند الكتابة كان ذا أركانِ
فالصحيح أن القلم مخلوق بعد العرش ، ويكون قوله في الحديث ( فأَوَّلَ ما خَلَقَ الله القلم قال له اكتب) يعني:حين خَلَقَ الله القلم،فتكون ( ما) هنا مصدرية وليست موصولة .
وخلق العرش قبل القلم لا يعني بالضرورة أنه خلق قبل " الماء " ، وغاية ما يمكن أن يقال إنهما خلقا معاً ، أما أن يكون العرش خُلف قبله فليس بظاهر
ومن أدلة الذين قالوا بأن الماء أول المخلوقات :
1. عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ ؟ قَالَ : ( كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ) [رواه الترمذي ( 3109 ) وابن ماجه ( 182 ) .ولفظه عند ابن ماجه - وأحمد ( 26 / 108 )] – ( ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ) والحديث صححه الطبري ، وحسَّنه
الترمذي والذهبي وابن تيمية ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي " . قال الترمذي :قال أحمد بن منيع : قال يزيد بن هارون : العماء : أي : ليس معه شيء . سنن الترمذي " ( 5 / 288 ) وقيل : معنى عماء :السحاب الأبيض
قال الطبري – رحمه الله – وهو يرى أن القلم أول المخلوقات مطلقا وأنه قبل الماء وقبل العرش - :
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب : قول من قال إن الله تبارك وتعالى خلق الماء قبل العرش ؛ لصحة الخبر الذي ذكرتُ قبلُ عن أبي رزين العقيلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال حين سئل أين كان ربنا عز وجل قبل أن يَخْلُق خلقَه قال : ( كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء ) ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله خلق عرشه على الماء ، ومحال ـ إذ كان خلَقَه على الماء ـ أن يكون خلَقَه عليه ، والذي خلقه عليه غير موجود ، إما قبله أو معه .
فإذا كان ذلك كذلك : فالعرش لا يخلو من أحد أمرين : إما أن يكون خُلق بعد خَلق الله الماء ، وإما أن يكون خُلق هو والماء معاً ، فأما أن يكون خَلْقُه قبل خلق الماء : فذلك غير جائز صحته على ما روي عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم تاريخ الطبري ( 1 / 32 ) .
وقد جزم الحافظ ابن حجر بأن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه
يدل على أن الماء سابق على العرش . انظر : " فتح الباري " ( 6 / 289 ) .
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته