أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والأربعون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والأربعون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان : *خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها :

عَنْ أَبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّداءِ والصَّفِّ الأَوَّل، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في الْعَتَمةِ والصُّبْحِ، لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا)). وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى في أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ: ((تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله))؛ رواه مسلم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى

الله عليه وسلم: ((خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا))؛ رواه مسلم.

شرح ألفاظ الأحاديث:

((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّل)): النداء الأول هو الأذان؛

 حيث يُنادى بألفاظه للصلاة، والصف الأول هو ما يلي الإمام، والمقصود: لو يعلم الناس ما في هذين العملَينِ من الفضل والأجر.

((لاسْتَهَمُوا)): الاستهام: هو الاقتراع، ففي رواية أخرى عند مسلم: ((لو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة))، والمعنى: لو يعلم الناس ما في تولي الأذان والحرص على الصف الأول من الفضل والأجر، ثم لم يجدوا طريقًا لنيل هذا العمل والظفر به إلا القرعة، لاقترعوا بينهم.

(وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ): التهجير: التكبير إلى الصلاة في أول الوقت.

قال ابن الأثير: "التهجير: التكبير إلى كل شيء والمبادرة إليه، يُقال: هَجَّر يُهَجِّر تهجيرًا، وهي لغة حجازية، أراد المبادرة إلى أول الوقت"؛ [النهاية في غريب الأثر، ص (1000)، مادة (هجر)].

وقيل المراد بالتهجير: الخروج في الهاجرة؛ وهي شدة الحر وإقامة صلاة الجماعة ظهرًا؛ [انظر: تعليق شيخنا العثيمين على مسلم (3 /159)، واختار النووي الأول؛ [شرح مسلم للنووي (4 /388)].

 ((وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمةِ وَالصُّبْحِ)): عتمة الليل: ظلمته، والمراد

بالعتمة: صلاة العشاء، والصبح: صلاة الفجر.

((لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)): بفتح الحاء وإسكان الباء، حَبْوًا على الركب؛ وهو المشي على اليدين والقدمين معًا، والمراد: لو علِموا ما في صلاتي العشاء والصبح من الفضل والأجر، لبادروا إليها، ولو كانوا عاجزين عن المشي ولا يستطيعون أن يأتوهما إلَّا حَبْوًا.

"رَأَى في أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا"؛ أي: عدم مبادرة للصف الأول وتأخُّرًا عن القرب من الإمام.

((تَقَدَّمُوا فَائْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ))؛ أي: اقتدوا بي في صلاتي، وصلُّوا كما رأيتموني أصلي، وكونوا قدوةً في صلاتكم لمن خلفكم، فيفعلوا كما فعلتم؛ لأن من في الصفوف الخلفية لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما يسمع تكبيره فقط.

((لا يَزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ))؛ أي: عن الصفوف الأُوَل.

((حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله)): عن عظيم الفضل والمنزلة ورتبة السابقين.

قال القرطبي: "قيل هذا في المنافقين، ويحتمل أن يُراد به: أن الله يُؤخِّرهم عن رُتبة العلماء المأخوذ عنهم، أو عن رتبة السابقين"؛ [المفهم (2 /66)].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته