أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي

بعنوان :* عبد الله بن مسعود أول صادح بالقرآن :                 

ويحدثنا مسروق عن عبد الله : " حدّث ابن مسعود يوما حديثا فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم أرعد وأرعدت ثيابه .. ثم قال : أو نحو ذا .. أو شبه ذا " .. !!

الى هذا المدى العظيم بلغ اجلاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغ توقيره اياه، وهذه أمارة فطنته قبل أن تكون امارة تقاه .. !!

فالرجل الذي عاصره رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرمن غيره، كان ادراكه لجلال هذا الرسول العظيم ادراكا سديدا .. ومن ثمّ كان أدبه

مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، ومع ذكراه في مماته، أدبا فريدا.. !!

لم يكن يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، ولا في حضر .. ولقد شهد المشاهد كلها جميعها .. وكان له يوم بدر شأن مذكور مع أب جهل الذي حصدته سيوف المسلمين في ذلك اليوم الجليل .. وعرف خلفاء الرسول وأصحابه له قدره .. فولاه أمير المؤمنين عمر على بيت المال في الكوفة،وقال لأهلها حين أرسله اليهم : " اني والله الذي لا اله الا هو، قد آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه وتعلموا " .

ولقد أحبه أهل الكوفة حبا جما لم يظفر بمثله أحد قبله، ولا أحد مثله ..

واجماع أهل الكوفة على حب انسان، أمر يشبه المعجزات ..

ذلك أنهم أهل تمرّد ثورة، لا يصبرون على طعام واحد .. !! ولا يطيقون الهدوء والسلام ..

ولقد بلغ من حبهم اياه أن أطاحوا به حين أراد الخليفة عثمان رضي الله عنه عزله عن الكوفة وقالوا له : " أقم معنا ولا تخرج، ونحن نمنعك أن يصل اليك شيء تكرهه منه " ..

ولكن ابن مسعود أجابهم بكلمات تصوّر عظمة نفسه وتقاه، اذ قال لهم : " ان له عليّ الطاعة، وانها ستكون أمور وفتن، ولا

أحب أن يكون أول من يفتح أبوابها " .. !!

ان هذا الموقف الجليل الورع يصلنا بموقف ابن مسعود من الخليفة عثمان

 .. فلقد حدث بينهما حوار وخلاف تفاقما حتى حجب عن عبد الله راتبه ومعاشه من بيت الامل ،، ومع ذلك لم يقل في عثمان رضي الله عنه كلمة سوء واحدة ..

بل وقف موقف المدافع والمحذر حين رأى التذمّر في عهد عثمان يتحوّل الى ثورة ..

وحين ترامى الى مسمعه محاولات اغتيال عثمان، قال كلمته المأثورة : " لئن قتلوه، لا يستخلفون بعده مثله " .

ويقول بعض أصحاب ابن مسعود : " ما سمعت ابن مسعود يقول في عثمان سبّة قط " ..

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته