أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائتين في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (الأول والآخر) وهي
بعنوان :* عبد الله بن مسعود أول صادح بالقرآن : يقول أبو موسى الشعري رضي الله عنه : " لقد رأيت النبي عليه
الصلاة والسلام، وما أرى الا ابن مسعود من أهله " ..
ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبّه حبا عظيما، وكان يحب فيه ورعه وفطنته، وعظمة نفسهK حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه : " لو كنت مؤمّرا أحدا دون شورى المسلمين لأمّرت ابن أم عبد " .
وقد مرّت بنا من قبل، وصية الرسول لأصحابه : " تمسكوا بعهد ابن أم عبد " ... وهذا الحب، وهذه الثقة أَهَلَاه لأن يكون شديد القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطي ما لم يعط أحد غيره حين قال له الرسول عليه
الصلاة والسلام : " اذنك عليّ أن ترفع الحجاب " ..
فكان هذا ايذانا بحقه في أن يطرق باب الرسول عليه أفضل السلام في أي وقت يشاء من ليل أو نهار ...
وهكذا قال عنه أصحابه:" كان يؤذن له اذا حججنا، ويشهد اذا غبنا "..
ولقد كان ابن مسعود أهلا لهذه المزيّة.. فعلى الرغم من أن الخلطة الدانية على هذا النحو، من شأنها أن ترفع الكلفة، فان ابن مسعود لم يزدد بها الا خشوعا، واجلالا، وأدبا ..
ولعل خير ما يصوّر هذا الخلق عنده، مظهره حين كان يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ...
فعلى الرغم من ندرة تحدثه عن الرسول عليه السلام، نجده اذا حرّك شفتيه ليقول: سمعت رسول الله يحدث ويقول : سمعت
رسول الله يحدث ويقول .تأخذه الرّعدة الشديدة ويبدو عليه الاضطراب والقلق، خشية أن ينسى فيضع حرفا مكان حرف!
ولنستمع لاخوانه يصفون هذه الظاهرة ..
يقول عمرو بن ميمون : " اختلفت الى عبد الله بن مسعود سنة، ما سمعته يتحدث فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا أنه حدّث ذات يوم بحديث فجرى على لسانه : قال رسول الله، فعلاه الكرب حتى رأيت العرق يتحدّر عن جبهته، ثم قال مستدركا قريبا من هذا قال الرسول ".. !!
ويقول علقمة بن قيس : " كان عبد الله بن مسعود يقوم عشيّة كل خميس متحدثا، فما سمعته في عشية منها يقول : قال رسول الله غير مرة واحدة ،فنظرت اليه وهو معتمد على عصا فاذا عصاه ترتجف وتتزعزع ".. !!
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته