أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والتسعون بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة السادسة والتسعون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي
بعنوان: *( الْكِبر) أول ذنب عصي الله به : أنواع الكبر:
الأولى: أن يكون الكبر مستقراً في قلب الإنسان فيرى نفسه خيراً منهم إلا أنه يجتهد ويتواضع فمثل هذا الشخص قلبه شجرة الكبر مغروسة فيه إلا أنه قد قطع أغصانها بإخفائه للكبر.
الثانية: أن يظهر ذلك بأفعاله بأن يترفع في المجالس ويتقدم على أقرانه؛ فيظهر منه احتقاره للناس كأن تريد أن تدخل فتجلس في مكان منتصف عالٍ والبقية في مكان منخفض.
الثالثة :أن يظهر العبد الكبر بلسانه؛ كأن يزكى نفسه-دائماً-فيقول أنا-والحمد لله-أصلِّى بالليل والناس نيام، وأتصدق بالمال
الكثير، وأنا تصدقت بمالي كله لله-عز وجل-فأما التكبر بالمال-وغالباً ما يكون بين الملوك والتجار- فالتاجر يأتي بسيارة بمئات الألوف، وغيره يأتي بأفخم منها فيأتي آخر بأغلى منهما؛ ليتفاخر عليهما ،كذلك الملوك فهذا يأتي بقصر منيف على ساحل كذا، وآخر يأتي بأفضل منه على جزيرة كذا، وأما التكبر بالجمال فهذا يجرى بين النساء، والتكبر بالعلم يوجد بين المرائين، وكذلك التكبر بالنسب، فأكثر ما يجرى بين الناقصين الجاهلين؛ لأنه تكبر في غير معنى، فهل لك يد في أنك ابن فلان أو علان فهذا جهل ونقص .
مظاهر الكبر:
وقد قسم العلماء الكبر إلى باطن وظاهر، فالباطن: خلق في النفس، والظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح، فالأصل هو الخلق الذي في النفس، وهو الرضا إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه؛ وبه ينفصل الكبر عن العجب؛ فإن العجب لا يستدعي غير المعجب. والكبر سمات تظهر في سلوكيات المتكبر حتى تعلو كلامه وحركاته وسكناته. بل وطموحاته وأفكاره، وينتج عنها وضع نفسه في مكانة أعلى من الآخرين،
وقد يحاول المتكبر أن يخفي تلك الصفة الذميمة إذا انكشف بعض حاله ولكنه يقاسي في سبيل ذلك ثم إذا بصفته تلك تنكشف شيئاً فشيئاً في فلتات اللسان، ومختلف المواقف.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته