أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والتسعون بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثالثة والتسعون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان: *( الْكِبر) أول ذنب عصي الله به :
4-الفرق بين الجَبَروت والجبرية والكِبْر:
الفرق بين الجَبرية، والجبروت، والكِبْر: أنَّ الجبريَّة أبلغ من الكِبْر، وكذلك
الجبروت، ويدل على هذا فخامة لفظها، وفخامة اللفظ تدل على فخامة المعنى، فيما يجري هذا المجرى.
5-الفرق بين العُجْب والكِبْر:
أنَّ العُجْب بالشيء شدة السرور به؛ حتى لا يعادله شيء عند صاحبه، تقول: هو مُعجب بفلانة، إذا كان شديد السرور بها، وهو معجب بنفسه، إذا كان مسرورًا بخصالها.
ولهذا يقال: أعجبه، كما يقال: سُرَّ به، فليس العُجْب من الكِبْر في شيء،
وقال علي بن عيسى: “العجب: عقد النفس على فضيلة لها ينبغي أن يتعجب منها، وليست هي لها”.
6-الفرق بين الاستنكاف، والاستكبار:
الاستنكاف: تكبر في تركه أنفة، وليس في الاستكبار ذلك، وإنَّما يستعمل الاستكبار حيث لا استخفاف، بخلاف
التَّكبر، فإنَّه قد يكون باستخفاف. والتَّكبر: هو أن يرى المرء نفسه أكبر من غيره، والاستكبار طلب ذلك بالتَّشبع وهو التزين بأكثر ما عنده.
موقف الإسلام من آفة الكبر:
الكِبْر من أوَّل الذنوب التي عُصي الله-تبارك وتعالى-بها، والآيات، والأحاديث، وآثار السلف والخلف، في التحذير من هذا الداء الخطير كثيرة، ومتواترة، منها:
قال الله-تعالى-مبيِّنًا سبب امتناع إبليس عن السجود لآدم: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 34].
قال الطبري: “وهذا، وإن كان من الله-جل ثناؤه-خبرًا عن إبليس، فإنه تقريعٌ لضُربائه من خلق الله الذين يتكبرون عن الخضوع لأمر الله، والانقيادِ لطاعته فيما أمرهم به، وفيما نهاهم عنه، والتسليم له فيما أوجب لبعضهم على بعض من الحق”.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته