أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والثمانون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والثمانون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي بعنوان: *عوامل الصبر والثبات عند الرعيل الأول :

مع بداية ظهور دعوة الإسلام في مكة وانتشارها بين الناس ودخول البعض فيها طاشت أحلام زعماء قريش وكبرائها وبدءوا حملة لدرء خطر الدين الجديد، وردع الناس عن اتباعه، وتخويفهم من مغبة مجرد التفكير في قبوله أو الدخول فيه؛ فعانى أتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم من الرعيل الأول من صنوف الاضطهاد، وأنواع التعذيب والإيذاء ما يشيب له رأس الصغير، وبقَفُّ من سماع وقائعه شعر الكبير وتطيش له العقول، وتضطرب له الأفئدة.. وقد قابل هؤلاء المقهورون المستضعفون هذه البلاءات وتلك الإساءات والابتلاءات بثبات تحتار له القلوب وتندهش له العقول.

فما الذي يجعل هؤلاء يتحملون كل هذا العناء؟ ومن أين يأتيهم ذاك الثبات؟ ومن أين تتنزل عليهم تلك السكينة؟ ومن أي معين يغترفون كل هذا الصبر العجاب؟

وللحق فقد كانت هناك أسباب أعانت هؤلاء الكرام على الصبر والثبات، وهي أسباب يمكن أن يستمد منها الدعاة ثباتهم على الدعوة والصبر عليها فليست هي خاصة بالأولين وإنما هي لكل من سلك هذا السبيل.. فمن هذه العوامل والأسباب:

1 ـ الإيمان بالله:

كان الإيمان بالله وحده ومعرفته حق المعرفة، أهم تلك الأسباب بل كان السبب الرئيس، فالإيمان الجازم إذا خالطت بشاشته القلوب يزن الجبال ولا يطيش، وإن صاحب هذا الإيمان المحكم وهذا اليقين الجازم يرى متاعب الدنيا مهما كثرت وكبرت وتفاقمت واشتدت ـ يراها في جنب إيمانه ـ طحالب عائمة فوق سَيْل جارف جاء ليكسر السدود المنيعة والقلاع الحصينة، فلا يبالى بشيء من تلك المتاعب أمام ما يجده من حلاوة إيمانه، وطراوة إذعانه، وبشاشة يقينه {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد: 17]. ويتفرع من هذا السبب أسباب أخرى تقوي هذا الثبات وتلك المصابرة وهي:

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته