أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر) وهي

بعنوان:*أول ليلة في القبر (أهوال القبر )

فيا للقبور... إنها أول منازل الآخرة : فقد أخرج الترمذي وابن ماجه عن هانئ مولى عثمان قال:"كان عثمان - رضي الله عنه - إذا وقف على قَبر بكى حتى يبلَّ لحيته، فقيل له: تَذكُرُ الجَنَّة والنارَ فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن القبر أول منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه، فما بعده أشدُّ منه"؛ (صحيح الجامع: 1684).

هذا هو القبر : أول منزل من منازل الآخرة؛ فالرحلة إلى الدار الآخرة

تبدأ مع أول ليلة في القبر، يا لها من ليلة.

يقول الحسن البصري - رحمه الله -:"يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط:

ليلة تبيت مع أهل القبور لم تبت ليلة قبلها، وليلة صبيحتها يوم القيامة.

أما اليومان: يوم يأتيك البشيرُ من الله، إما إلى الجَنَّة وإما إلى النار ، ويوم تُعطى كتابك إما بيمينك وإما بشِمالك".

فتعالَ أخي الحبيب.. نعيش أنا وأنت بقلوبنا ! ما يحدث في أول ليلة في القبر؟ وما يكون فيها من أهوال؟

أولاً: كلام القبر لابن آدم:

    تخيَّل أخي الحبيب.. إذا وضعك أبناؤك وأحِبَّاؤك في قبرك، وأغلقوا عليك فأحكموا الإغلاق، ثم تركوك وحيدًا وانصرفوا عنك، وأنت تسمع قرْعَ نعالهم، ذهبوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، تركوك في هذا الجو المخيف المُفزع، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجْتَ يدك لم تكد تراها، ظلمة مُخيفة، سكون قاتل، جو موحش.

وفي هذا الجو الموحش، والسكون القاتل، والظلمة المخيفة، تجد مَن

يُحدِّثُك ويُكلِّمُك، يا له من هول يَشيب له الولدان! مَن المتكلم؟ إنه القبر.. فإذا كان العبد صالحًا قال له القبر: مرحبًا وأهلاً، وإذا كان عاصيًا قال له القبر: لا مرحبًا ولا أهلاً.

فقد أخرج الترمذي - بسند فيه مقال - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال:"دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُصلاَّه، فرأى ناسًا كأنهم يَكْتَشِرون، قال: ((أما إنكم لو أكثرتم ذِكر هادم اللذَّات لشغلكم عما أرى، فأكثروا من ذكر هادم اللذات - الموت - فإنه لم يأتِ على القَبر يوم إلا تكلم فيه، يقول: أنا بيتُ الغُربة، أنا بيت الوَحدة، أنا بيت التُّراب، أنا بيتُ الدود، فإذا دُفِن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبًا وأهلاً، أما إن كنت لأحبَّ من يمشي على ظهري إلي، فإذا وُلِّيتُك اليوم وصِرتَ إلي، فسترى صنيعي بك، قال: فيتسعُ له مدَّ بصرِه، ويفتح له باب إلى الجَنَّة.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته