أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي
بعنوان: *أول الأمم يوم القيامة حساباً :
أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن حنظلة قال: "إن الله يوقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته، فيقول له: أنت عملت هذا؟ فيقول: نعم، أي رب، فيقول له: إني لم أفضحك به وإني غفرت لك، فيقول عند ذلك: فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ [الحاقة: 19-20]، متى قالها؟ قال ﷺ، قال عبد الله بن حنظلة في حديثه: "حين نجى من فضيحته يوم القيامة". [تفسير ابن أبي حاتم: 18974].
وأما الكافر والمنافق فإنهم يؤتون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهورهم، وعند ذلك يدعو الكافر بالويل والثبور: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة: 25-29].
تمنوا الموت، ولم يكن شيء في الدنيا أكره عندهم من الموت، ومع ذلك يقولون يوم القيامة يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ [الحاقة: 27].
يا ليتها كانت موتة لا حياة بعدها، يا ليتها كانت الموت التي في الدنيا لا
بعث بعدها ولا نشور ولا حساب، مع أنهم في الدنيا كانوا يكرهون الموت، هلك عني سلطانية.
قال قتادة: "أما والله ما كل من دخل النار كان أمير قرية، ولكن الله خلقهم وسلطهم على أبدانهم وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته". [الدر المنثور: 8/273].وقال تعالى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا [الانشقاق: 10-12]، فهذه هيئة الكاره المُكره الخزيان من المواجهة، فهذا التعيس قضى حياته في الأرض كدحاً تبينت له نهايته، ومقدم على مواجهة مصيره، فيدرك الآن أنه بعد العناء الطويل هذا سوف يصير إلى العذاب، فيدعو عند ذلك وينادي على نفسه بالهلاك؛ لعله يجد من ينقذه ولكن هيهات هيهات. [ الأنترنت – الموقع الرسمي للشيخ محمد المنجد ]
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته