أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر)وهي بعنوان:

* أول من تسعر بهم النار :

قد أوجب الله سبحانه علينا أن نعبده وحده مخلصين له الدين: {وَمَا

أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة:5)، وفي الآية حث لنا على الإخلاص، وبيان أنه شرط أساسي في قبول العمل الصالح؛ إضافة إلى شرط المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}(الكهف:110)، وقوله سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(الملك:2) يقول الفضيل بن عياض رحمه الله في هذه الآية: "العمل الحسن هو أخلصه وأصوبه"، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: "إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبَل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص: ما كان لله، والصواب: ما كان على السنة"[ حلية الأولياء (8/95) لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي – بيروت، ط. الرابعة (1405هـ)]، وقال سعيد بن جبير رحمه الله: "لا يقبل قول وعمل إلا بنية، ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة"[ مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة (ص64) لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الجامعة الإسلامية – المدينة المنورة، ط. الثالثة  ]

يقول حافظ حكمي رحمه الله:

شرط قبـول السعي أن يجتمعا    ***  فيــه إصابة وإخلاص معاً

لله رب العرش لا ســـواه      ***   موافق الشرع الذي ارتضاه

وكل ما خــالف للوحيـين      ***   فإنه رد بغيــــر مين                 [ معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول (1/44) لحافظ بن أحمد حكمي، تحقيق: عمر بن محمود أبو عمر، دار ابن القيم – الدمام، ط. الأولى (1410– 1990).]

ويقول ابن القيم رحمه الله: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء؛ كالمسافر

يملأ جرابه رملاً، ينقله ولا ينفعه"[ الفوائد (1/49) لابن القيم، دار الكتب العلمية – بيروت، ط. الثانية (1393–1973).]

ولذلك فقد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة للتحذير من أي عمل فقد الإخلاص.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته