أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية عشرة بعد المائة في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثانية عشرة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :
شفاعة غير الأنبياء:
وفي حديث آخر: إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم[رواه مسلم: 492] دارات الوجوه لم تحترق.
فإذًا، الناس الذين في النار هؤلاء بعضهم غاب في النار إلى نصف ساقيه،
وبعضهم غاب في النار إلى ركبتيه؛ كما في صحيح مسلم، وبعضهم إلى حقوه إلى منتصفه[رواه مسلم: 7385].
يخرج قوم من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم.
فإذًا في احتراق بالنار، إلا مواضع السجود، وبعض الناس دارات الوجوه غير محترقة، لماذا؟لأنهم كانوا يسجدون لله ، كانوا يصلون.
فإن قال قائل: كيف يكون منغمر في النار إلى ساقيه ولا يحترق القدمين
ولا يحترق موضع السجود في القدمين؟ كيف يكون منغمرًا إلى وسطه
والركبتين لم تحترق؟ فيقال: إن الله على كل شيء قدير، وأحوال الآخرة خارجة عن قياس أهل الدنيا.
ولنأخذ مثلا آخر قال عليه الصلاة والسلام: ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار[رواه البخاري: 5787]الذي يسبل إزاره تحت الكعبين الجزء الزائد الذي نزل عن الكعبين من الثوب هذا الذي يحرق بالنار، الله على كل شيء قدير، قادر على أن يحرق من الإنسان أصبع، وسنتمتر، ومقدار يسير، يعذبه به هو فقط، والله على كل شيء قدير.
فالآن هؤلاء الناس انغمروا في النار، لكن أعضاء السجود ما احترقت، النار تحرق منهم كل شيء من أجسامهم إلا أعضاء السجود، هذه لشرفها لما سجدت لله -تعالى- في الدنيا.
وهذا المعنى في قضية احتراق بعض الأجزاء دون بعض، نظم أبو العلامة الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني -رحمه الله- فيه بيتين لطيفين فقال: يا رب أعضاء السجود عتقتها ****من عبدك الجاني وأنت الواقي
والعتق يسري بالغنى ياذا الغنى****فامنن على الفاني بعتق الباقي
[فتح الباري: 11/457].
يقول: "يا رب أعضاء السجود عتقها *** من عبدك الجاني" في النار "وأنت الواقي" الذي تقي من العذاب.
"والعتق يسري بالغنى" لو واحد أعتق نفس العبد شرعًا العتق يسري، ويعتق العبد كله.
"والعتق يسري بالغني يا ذا الغنى***فامنن على الفاني بعتق الباقي" عتق باقي الأعضاء.المقصود بقوله: فيخرجونهم قد امتحشوا:
قال في الحديث: فيخرجونهم قد امتحشوا يعني احترقوا، والمحش احتراق الجلد، وظهور العظم، هؤلاء الموحدون الذين يخرجون من النار وقد احترقوا، وظهرت العظام، واحترق الجلد، ماذا يحدث لهم لكي يعادوا؟
المقصود بقوله: فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة : قال: فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة[البخاري: 6573].
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته