أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العاشرة بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة العاشرة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

شفاعة غير الأنبياء:

وفي رواية ابن أبي عاصم البزار: وإذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من

شاء الله من أهل القبلة، يقول لهم الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ فقالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فيأمر الله من كل من أهل القبلة فأخرجوا، فقال الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين[رواه ابن أبي عاصم في السنة: 843، وصححه الألباني في صحيح السنة: 843].

وجاء في حديث أبي بكر الصديق: ثم يقال: ادع الأنبياء فيشفعون، ثم يقال: ادع الصديقين فيشفعون، ثم يقال: ادع الشهداء فيشفعون.

فإذًا، يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصديقون، ويخرجون من النار من أهل التوحيد من كان يشهد: أن لا إله إلا الله.

كفر من لم يؤمن بالنبي محمد ﷺ:

وقد زعم بعض المبتدعة: أن كل من وحد الله من أهل الكتاب يخرج من النار ولو لم يؤمن بالنبي -عليه الصلاة والسلام-.

وهذا قول باطل؛ لأن من جحد رسالة النبي ﷺ كذب الله؛ لأن الله أوجب الإيمان بالنبي ﷺ، ولا يتصور أن يوجد موحد من أهل الكتاب يوحد الله، ثم لا يؤمن بالنبي ﷺ، لا يوجد، ولذلك بعض الناس يقولون: إن كل أهل الديانات السماوية يدخلون الجنة، وهذا كذب على الله، فإن الله لا يدخل اليهود والنصارى، المشركين الجنة أبداً.

ثم بعض الناس يقولون: كل من قال "لا إله إلا الله" بلسانه يدخل الجنة، ولو ما صلى ولا عمل من الصالحات، وهذا غير صحيح أيضاً، فإن المتولي عن الدين يعرض عنه، لا يعمل به، هو كافر، يسميه العلماء: كفر التولي والإعراض.

من أعرض عن دين الله، لا يتعلمه، ولا يعمل به، فلا تنفعه كلمة يقولها بلسانه دون حقيقة في قلبه، دون حقيقة في واقع، دون حقيقة في العمل، لا ينفعه ذلك، كمن قال: لا إله إلا الله، ورجله على المصحف.

فإذًا، لا ينفع إلا إذا وجد أصل الإيمان في القلب، أما كلمة باللسان يقولها اليوم المشركون حتى عباد الأصنام، عباد القبور، عباد الأولياء، الذين يشركون شركًا أكبر، والذين يذبحون لغير الله، ويطلبون من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله، هؤلاء من المبتدعة أيضًا من أهل الرفض وغيرهم من المشركين شركًا أكبر، من الذين يعتقدون أن غير الله يعلم الغيب، وأن غير الله يلجئ إليه في الشدائد، وأن غير النبي ﷺ يوحى إليه، وكلامه تشريع، هؤلاء يقولون: لا إله إلا الله، لكن لا تغني عنهم شيئًا، فإن لا إله إلا الله مثل المفتاح، والمفتاح لا يفتح إلا إذا كان له أسنان، ولا إله إلا الله لها شروط، فإذا لم تتوفر شروطها، لا تغني شيئا عن صاحبها.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته