أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة بعد المائة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

شفاعة غير الأنبياء:

هذه الشفاعة ليست خاصة بالنبي ﷺ، بل هناك أيضاً شفاعة للمؤمنين

للموحدين، وشفاعة للعلماء والشهداء، وشفاعة للملائكة، فهذه الشفاعة هي المقصودة هنا، عندما يأذن الله للمؤمنين بالشفاعة لإخوانهم، سادات الناس أولياء الله، الشهداء، العلماء، الأولياء، لهم شفاعة، لا ينسون إخوانهم الموحدين في النار، لا ينسونهم، بل يذهبون لإخراجهم،

ويطلبون من الله ذلك.

وجاء في حديث أبي سعيد: فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا[رواه البخاري: 7439]فنريد أن يخرجوا من النار! نحن نجونا منها! ونريد أن يخرجوا هم أيضاً! فيشفع النبي ﷺ، ويشفع المؤمنون أيضاً.

وجاء عند الطبراني بسند حسنه الحافظ ابنحجر -رحمه الله- عن النبي

ﷺ قال: يدخل من أهل القبلة في النار من لا يحصي عددهم إلا الله هؤلاء من أهل القبلة لا يحصي عددهم إلا الله، لماذا؟ بما عصوا الله، واجترؤوا على معصيته، وخالفوا طاعته[رواه الطبراني في الكبير: 1401، والصغير: 103، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 3640].

قد يقول إنسان: نحن من الموحدين ولا نشرك بالله؟

إن سلمنا بهذا، لكن ما الذي يضمن ألا نكون من هؤلاء الذين يدخلون؟ يدخل النار من أهل القبلة من لا يحصي عددهم إلا الله، بما عصوا الله، واجترؤوا على معصيته، وخالفوا طاعته يقول في الحديث: فيؤذن لي في الشفاعة، فأثني على الله ساجدًا كما أثني عليه قائمًا، فيقال لي: ارفع رأسك الحديث[رواه الطبراني في الكبير: 1401، والصغير: 103، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 3640].

وتقبل شفاعة النبي ﷺ، ثم تقبل شفاعة الأنبياء والملائكة، وتقبل شفاعة المؤمنين أيضاً، فيقول بعد ذلك: إذا شفع الأنبياء والمؤمنون، وأخرجوا من النار من يخرج، يبقى أناس موحدين لكن ما نفعتهم شفاعة الشافعين، فيبقى هناك سبب أخير، وهو أن يخرج الله من هؤلاء يخرجهم بمنه وفضله، الدفعة الأخيرة من الموحدين الذين في النار وهم أقل منازل الموحدين، من العصاة، أسوأ العصاة من الموحدين، وأقل أهل التوحيد منزلة في النار، هؤلاء يخرجهم الله -تعالى- بمنه وكرمه، فجاء في الحديث: وفرغ من حساب الناس، وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار الخالدين فيها لهؤلاء الموحدين، الذين دخلوا النار بمعاصيهم: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئًا؟ نحن وإياكم سواء فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون[رواه أحمد:12491، وقال محققو المسند: " إسناده جيد"].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته