أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية بعد المائة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية بعد المائة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

* الأولون وما كانوا عليه من المحبة والتعاون :

يقول قاضي قضاة إشبيلية بالأندلس الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري (المولود في أشبيلية سنة 468 والمتوفي بالمغرب سنة 543) في كتابه (العواصم من القواصم/ 177) بعد أن ذكر ما شاع بين الناس في مسألة تحكيم عمرو وأبي موسى، وما زعموه من أن أبا موسى كان أبله وأن عمرًا كان محتالاً: «هذا كله كذب صراح، ما جرى منه حرف قط، وإنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة، ووضعته التاريخية للملوك، فتوارثه أهل المجانة والجهارة بمعاصي الله والبدع. وإنما الذي روى الأئمة الثقات الأثبات أنهما – يعني عمرًا وأبا موسى – لما اجتمعا للنظر في الأمر، في عصبة كريمة من الناس منهم ابن عمر، عزل عمرو معاوية.

ذكر الدارقطني بسنده عن حضين بن المنذر أنه لما عزل عمرو معاوية جاء (أي حضين) فضرب فسطاطه قريبًا من فسطاط معاوية، فبلغ نبأه معاوية، فأرسل إليه فقال: إنه بلغني عن هذا (يعني عمرو بن العاص) كذا وكذا (يعني اتفاقه مع أبي موسى على عزل الأميرين المتنازعين حقنًا لدماء المسلمين وردًا للأمر إليهم يختارون من يكون به صلاح أمرهم). فاذهب فانظر ما هذا الذي بلغني عنه – قال حضين -: فأتيته فقلت: أخبرني عن الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال الناس في ذلك ما قالوا، والله ما كان الأمر على ما قالوا، ولقد قلت لأبي موسى: ما ترى في هذا الأمر قال: أرى أنه في النفر الذي توفى رسول الله ﷺ وهو عنهم راض. قلت: فأين تجعلني أنا ومعاوية؟ فقال: إن يُسْتَعن بكما ففيكما معونة، وإن يُسْتَغنَ عنكما فطالما استغنى أمر عنكما.قال :فكانت هي التي فتل معاوية منها  نفسه. فأتيته (أي أن حضينًا أتى معاوية) فأخبرته أن الذي بلغه عنه كما بلغه. أي أن الذي بلغ معاوية من أن عمرًا وأبا موسى عزلاه هو كما بلغه، وأنهما رأيا أن يرجع في الاختيار من جديد إلى النفر الذي توفى رسول الله ﷺ وهو عنهم راض. ثم ذكر القاضي أبو بكر بن العربي بقية خبر الدارقطني عن إرسال معاوية رسولا – وهو أبو الأعور الذكواني  – إلى عمرو بن العاص يعاتبه، وأن عمرًا أتى معاوية وجرى بينهما حوار وعتاب، فقال عمرو لمعاوية: «إن الضَّجُور قد تَحلَبُ العِلْبَة» وهو مثل معناه أن الناقة الضجور التي لا تسكن للحالب قد ينال الحالب من لبنها ما يملأ العلبة. فقال له معاوية: «وتربذ الحالب فتدق أنفه وتكفأ إناءه».

فرواية الدارقطني هذه – وهو من أعلام الحديث – عن رجال عدول معروفين بالتثبيت، ويقدرون مسئولية النقل، هي التي تتناسب مع ماضي عمرو وأبي موسى، وأيامهما في الإسلام ومكانتهما من النبي ﷺ وموضعهما من ثقة الفريقين بهما، واختيارهما من بين السادة القادة المجربين. وأما الافتئات على أبي موسى والإيهام بأنه كان أبله فهو أشبه بالرقعة الغريبة في ردائه السابغ الجميل. يقول القاضي أبو بكر بن العربي (ص174) : «وكان أبو موسى رجلاً تقيًا ثَقِفًا فقيهًا عالمًا أرسله النبي ﷺ إلى اليمن مع معاذ، وقدمه عمر بن الخطاب وأثنى عليه بالفهم.                   وزعمت الطائفة التاريخية أنه كان أبله ضعيف الرأي مخدوعًا في القول» ثم

 رد هذه الأكاذيب وأحال في تفصيل الرد على كتاب له اسمه (سراج المريدين).

[ الأنترنت – موقع حملة رسالة الإسلام ( الأولون وما كانوا عليه من المحبة والتعاون ) ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته