أسمـــاء الله الحسنى وصفـــاته الحلقة الثامنة والستـــون في موضوع الأول والآخـــر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والستون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*البناء الأول للكعبة :سبب تسمية بيت الله الحرام بالكعبة:

الكعبة معروفة لدى الجميع، وهي المسجد الحرام، وأول بيت وضع في الأرض للعبادة، كما قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}[آل عمران:96- 97].

وسميت بهذا الاسم لأنها مربعة الشكل، والتكعيب هو التربيع، والكعبة كل بيت مربع الجوانب. وقيل: سميت بذلك لاستدارتها، والتكعب معناه الاستدارة. وقيل: لأجل علوها وارتفاعها، والكعبة من الكعب، والكعب هو كل شيء علا وارتفع، جاء في "أنيس الفقهاء": "الكعبة: البيت الحرام، يُقال: سميت بذلك لتربيعه، والتربيع جعل الشيء مربَّعًا"[

قاسم بن عبد الله بن أمير علي القونوي: أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء، تحقيق: د. أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي ، وفي "المفردات" للراغب: "الكعبة: كل بيت على هيئته في التربيع، وبها سميت الكعبة"[ الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، تحقيق:

صفوان عدنان الداودي]

. وفي "النهاية" لابن الأثير: "كل شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة للبيت الحرام، وقيل: سميت بها لتكعيبها، أي تربيعها"[ ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر] وفي "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" لابن الملقن: "سميت بذلك لاستدارتها، من التكعُّب وهو الاستدارة، وهذا مما يدل على أن القبلة التي رُوي النهي عنها أي عن استقبالها حال قضاء الحاجة هي الكعبة"[ ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام]

تاريخ بناء الكعبة:

فهذا ما سبق مقدمة يسيرة جعلناها لنتعرف من خلالها على الأسباب التي سمي لأجلها بيت الله الحرام بالكعبة، ونأتي الآن إلى موضوعنا الذي نحن بصدد الحديث عنه؛ وهو تاريخ بناء الكعبة، هل بنيت في زمن آدم عليه السلام، أم في زمن ابنه شيث عليه السلام، أم في زمن الخليل عليه السلام، أم في أزمنة أخرى غير ما ذكرنا؟

اختلف العلماء في هذه المسألة اختلافًا كبيرًا:

1- فمنهم من يقول: إن الملائكة هم أول من بنوا الكعبة؛ أي قبل آدم عليه السلام، فيكون تاريخ بناء الكعبة سابقًا لزمن آدم عليه السلام؛ جاء في تفسير البغوي: "رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ تَحْتَ الْعَرْشِ بَيْتًا وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَطُوفُوا بِهِ، ثُمَّ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ سُكَّانُ الْأَرْضِ أَنْ يَبْنُوا فِي الْأَرْضِ بَيْتًا عَلَى مِثَالِهِ وَقَدْرِهِ، فبنوه وَاسْمُهُ الضِّرَاحُ، وَأَمَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ أَنْ يَطُوفُوا بِهِ كَمَا يَطُوفُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ. وَرُوِيَ: أَنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَوْهُ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، وَكَانُوا يَحُجُّونَهُ، فَلَمَّا حَجَّهُ آدَمُ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: بَرَّ حَجُّكَ يَا آدَمُ، حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ..."[ البغوي: معالم التنزيل في تفسير القرآن]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته