أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والستون في موضوع الأول والآخر
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الواحدة والستون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :
*أول من يعبر الصراط ، وهل الصراط واسع أو ضيق؟ :
أول من يعبر الصراط: من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأمم أمته ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ»[ رواه البخاري برقم (7437)]
قال النووي رحمه الله: "«وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ» معناها لشدة الأهوال، والمراد لا يتكلم في حال الإجازة، وإلا ففي يوم القيامة مواطن يتكلم الناس فيها، وتجادل كل نفس عن نفسها، ويسأل بعضهم بعضًا ويتلاومون، ويخاصم التابعون المتبوعين - والله أعلم -، قوله صلى الله عليه وسلم: " «وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ» هذا من كمال شفقتهم، ورحمتهم للخلق، وفيه أن الدعوات تكون بحسب المواطن، فيدعى في كل موطن بما يليق به، والله أعلم"[ انظر: شرح النووي
لمسلم المجلد الثاني، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية.]
والمرور على الصراط عام للمؤمنين، ومن ادّعى الإيمان (كالمنافقين) ولكن المنافقين لا يجاوزون الصراط، بل الصراط آخر محطة لهم إلى النار، والعياذ بالله.
هل الصراط واسع أو ضيق؟ اختُلف في سعة الصراط على قولين:
القول الأول: أن الصراط طريق واسع واستدلوا بما يلي :
أ- أن الصراط في اللغة، هو: الطريق الواسع.
ب- وبقول النَّبي صلى الله عليه وسلم في صفة الصراط: «مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْهِ
خَطَاطِيفُ، وَكَلَالِيبُ»[ رواه البخاري برقم (7439)، رواه مسلم برقم (183). من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -. ، "ومدحضة مزلة ": أي زلق تزلق فيه الأقدام، "كلاليب ": جمع كلُّوب وهي حديدة معطوفة الرأس يعلق فيها اللحم، ويرسل إلى التنور، "خطاطيف": والخطف: استلاب الشيء، وأخذه بسرعة.]
ووجه الدلالة: أن الدحض، والمزلة، والكلاليب لا تكون إلا في طريق واسع.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته