أسمـــاء الله الحسنى وصفـــاته الحلقة الستـــون في موضوع الأول والآخـــر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الستون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

* التوحيد أولا (لو كانوا يعلمون) خطبة جمعة :

والتَّوْحيد هو دين الرُّسل، من أوَّلهم وهو نوحٌ عليه السلام إلى آخِرهم وخاتمهم وهو محمد صلَّى الله عليه وسلَّم فمَنْ أنكره أو قصَّر في معرفته فهو مزوِّرٌ كبير، ومبطِلٌ جريءٌ.

فيا وَيْحَ مَنْ تعلَّق بغير الله أو عبد معه غيره ورضيَ به ممَّا هو ترابٌ فوق

ترابٍ، يا وَيْحَهُ... ماذا دهاه؟!

إنَّ أسلافه الأماجد لم يقنعوا بهذا العالم كلِّه مطلبًا وغايةً، حتى عقدوا من أسيافهم وصالح أعمالهم درجاتٍ يمتطون بها ثَبَجَ الهواء، ويشقُّون بها حواجز المادة الجافَّة؛ ليتَّصلوا بخالقهم ورازقهم. فما هذا التعلُّق والرِّضا بالتُّراب؟!

لقد كان المشرك الدَّنِس يتلقى لا إله إلا الله فتتمشَّى فيه، فتعقِّم جسمه ونفسه، وتطهِّرها من معاني الشهوة والفسوق، فيروح ويغدو كأنَّه مَلَكٌ في أثواب إنسان، فما للمتعلِّق بغير الله ومساءلة الأطلال الفانية؟      ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].

لقد كان الموحِّد يتلو قول الله: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ﴾ [الزمر: 36]؛ فيحمل سيفه المُثْلَّم، ورمحه المحطَّم، فيُسايف الأبطال المغاوير، فيُقذف في غمرات الجهاد، يُطعَن ويُضرَب، وصدره يعي هذه الآية، فما للمتعلِّق بغير الله وخشية التُّراب؟

لقد كان الموحِّد يقرأ قول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]؛ فتَحُول هذه الآية بينه وبين الخَلْق جميعًا، وتسدُّ عليه طريق أَلَمِه، ولا يكشف لغير الله عن موضع علَّته، ولا تُسمَع منه أذنٌ مخلوقةٌ قَوْلَةَ: (آه)، حتى بايعهم المصطفى على ألاَّ يسألوا النَّاس شيئًا كما في "صحيح مسلم"، فما لهذا المتعلِّق بغير الله ودعوة الأموات والشكوى إلى الرَّميم والعظام النَّخِرَة؟!

وَيْحَ مَنْ تعلَّق بغير الله أو رجا غيره! شرب المؤمنون صفوًا، وشرب هو

كدرًا، ودعوا هم ربًّا واحدًا، ودعا هو ألف ربٍّ: ﴿ أَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39].

رفع المؤمنون أبصارهم إلى ربِّ السَّماء، ونكس هو طرفه إلى الثَّرى، وأين الثَّرى من السَّماء؟! وأين عابد الأموات من عابد الحيِّ الذي لا يموت: ﴿ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 29]؟!

 [الأنترنت – موقع الألوكة - التوحيد أولا (لو كانوا يعلمون) خطبة جمعة - الشيخ سعود الشريم ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته