أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والثلاثون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*قوله تعالى  { وَمَا هَٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلْءَاخِرَةَ لَهِىَ ٱلْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(العنكبوت - 64)

وقال البغوى : قوله تعالى : ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ) اللهو هو : الاستمتاع بلذات الدنيا ، واللعب : العبث ، سميت بهما لأنها فانية . ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) أي : الحياة الدائمة الباقية ، و " الحيوان " : بمعنى الحياة ، أي : فيها الحياة الدائمة ( لو كانوا يعلمون ) فناء الدنيا وبقاء الآخرة .

وقال ابن كثير :

يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها ، وأنها لا دوام لها ، وغاية ما فيها لهو ولعب : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) أي : الحياة الدائمة الحق الذي لا زوال لها ولا انقضاء ، بل هي مستمرة أبد الآباد .

وقوله : ( لو كانوا يعلمون ) أي : لآثروا ما يبقى على ما يفنى .

وقال القرطبى : وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب أي شيء يلهى به ويلعب . أي ليس ما أعطاه الله الأغنياء من الدنيا إلا وهو يضمحل ويزول ; كاللعب الذي لا حقيقة له ولا ثبات . قال بعضهم : الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها . وأنشد :

تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت ***وتحدث من بعد الأمور أمور

وتجري الليالي باجتماع وفرقة ***وتطلع فيها أنجم وتغور

فمن ظن أن الدهر باق سروره ***فذاك محال لا يدوم سرور

عفا الله عمن صير الهم واحدا *** وأيقن أن الدائرات تدور

قلت : وهذا كله في أمور الدنيا من المال والجاه والملبس الزائد على الضروري الذي به قوام العيش والقوة على الطاعات وأما ما كان منها لله فهو من الآخرة وهو الذي يبقى كما قال : ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام أي ما ابتغي به ثوابه ورضاه وإن الدار الآخرة لهي الحيوان أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها . وزعم أبو عبيدة : أن الحيوان والحياة والحي بكسر الحاء واحد . كما قال : وقد ترى إذ الحياة حي

وغيره يقول : إن الحي جمع على فعول مثل عصي . والحيوان يقع على كل

 شيء حي . و ( حيوان ) عين في الجنة . وقيل : أصل ( حيوان ) حييان فأبدلت إحداهما واوا ; لاجتماع المثلين لوكانوا يعلمون أنها كذلك .

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته