أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*كيف يكونون أبناءً للآخرة؟ :

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون. فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنَّ اليوم عملٌ ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل»[ أخرجه البخاري 4/176 كتاب الرقاق، بابٌ في الأمل وطوله، معلقاً.]

لكي يجعل المربي من طلابه أبناءً للآخرة؛ عليه أنْ يتلمس الهدي القرآني والهدي النبوي في صناعة الإنسان الذي سماه علي بن أبي طالب: «ابن الآخرة».

ومن أبرز الطرق التي تصنع هذا الإنسان بهذا الوصف: ربط السلوك الصادر من الإنسان باليوم الآخر، سواء كان ذلك في التحفيز إلى العمل الصالح، أو في تصحيح الأخطاء، أو في سائر المعالجات الموقفية.

حين قتل أسامةُ بن زيد رجلاً في المعركة بعد تلفظه بالشهادة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة»؟. قال أسامة: يا رسول الله، استغفر لي. قال: و«كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة» ؟. فجعل لا يزيده على أن يقول: «كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة» ؟[ أخرجه مسلم 1/97 كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله، ح97.]

مهما كبرت المسألة فإنَّ التذكير الآني باليوم الآخر سيكون له وقعه المؤثر

وفعاليته الإيجابية في نفس المخاطَب؛ شريطة أنْ يُحسن عرضه، لذلك قال أسامة: «فما زال يكررها علي، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم»، وذلك من شدة ندمه وتوبته رضي الله عنه.

وفي حقيقة الأمر إنَّ حشداً كبيراً من نصوص القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتأثر أصحابه رضي الله عنهم بهذا النمط من المعالجات التربوية كقصة أبي الدحداح وبستانه الذي باعه، وقصة عثمان بن عفان والبئر التي أوقفها للمسلمين وتجهيزه لجيش العسرة، وقصة عمير بن الحمام والتمرات التي ألقاها في أرض بدر... وغيرها الكثير، لتدل دلالة واضحة على تأثير استصحاب مشاهد وتفاصيل اليوم الآخر في تربية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أصبحوا من أبناء الآخرة.

محاضننا التربوية قادرة على أنْ تكون مخرجاتها من أبناء الآخرة؛ إذا عزمت على ذلك[الأنترنت – موقع طريق الإسلام  - أبناء الآخرة ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته