أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

*ثمار الإيمان في الحياة الآخرة :

3 – التوسعة في القبر: فالمؤمن يوسع له في قبره، ويرى مكانه من الجنة؛ وذلك بعد سؤال الملكين له وثباته في الجواب، وقد جاء في حديث البراء بن عازب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((… فينادي منادٍ في السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره…))[ رواه أبو داود برقم (4127)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم (3558).]

4 – الأمن من الفزع الأكبر: قال تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (الأنبياء:103) وقد اختلف أهل التفسير في المراد بالفزع على عدة أقوال: فقيل: وقوع طبق جهنم عليها، وقيل: النفخة الأخيرة، وقيل: الأمر بأهل النار إلى النار، وقيل: ذبح الموت، وقيل: إذا نودي: {قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}(المؤمنون:108)

، وقيل: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء}(الأنبياء:104)، وقيل: أهوال يوم القيامة من البعث والحساب والعقاب، وقيل: المراد الموت، وأياً كان الفزع الأكبر فأهل الإيمان آمنون منه، لا يحزنهم فقد نجوا منه، وتستقبلهم الملائكة يهنئونهم، ويقولون لهم: هذا ما كنتم توعدون به في الدنيا وتبشرون، فما أعظم هذه الثمرة لأهل الإيمان، ثمرة النجاة والأمن من الفزع الأكبر، اللهم آمنا من الفزع الأكبر، واجعلنا من الآمنين يا رب العالمين.

5 – الوقاية من شريوم القيامة: فأهل الإيمان آمنون من الشر المستطير

 في اليوم العظيم: من بأسه، وشدته، وعذابه

وأهواله، وهو أشد الأيام وأطولها بلاءاً قال تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}(الإنسان:11)، وهذا هو يوم الأمن والرخاء والنعيم اللين الرغيد جزاءاً لهؤلاء القائمين بالعزائم والتكاليف، الخائفين من اليوم العبوس القمطرير، الخيرين المطعمين على حاجتهم إلى الطعام، يبتغون وجه الله وحده، لا يريدون شكوراً من أحد، وإنما يتقون يوما عبوساً قمطريراً.

6 – الحساب اليسير، وإعطاء الكتاب باليمين: قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ*فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا*وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا}(الانشقاق:7-9)، بخلاف المشرك الذي يأخذ كتابه بشماله، ويدعو بالثبور والهلاك، فأهل الإيمان هم أهل السرور الآجل عندما ينقلبون إلى أهلهم، وهذا من تمام النعمة عليهم، وقد ثبت عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من حوسب عذب)), قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}، قالت فقال: ((إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك))[ رواه البخاري برقم (100).]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته