أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة في موضوع الأول والآخر

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع (الأول والآخر ) وهي بعنوان :

المقدمة : *فضل أسماء الله الحسنى :

10- مَعْرِفَةُ الأسْمَاءِ الحُسْنَى تُورِثُ حُسنَ الظَّنِّ[حُسْنُ الظَنِّ بالله تبارك وتعالى ثَمَرَةٌ لِمعرفتِه تبارك وتعالى؛ إذ كيف يُحْسِنُ الظَنَّ بِرَبِّهِ مَنْ لَمْ يَعْرِفُ أَنَّهُ الكَرِيمُ، وأنه هو البَرُّ الرَّحِيمُ؟ وكيف يُحْسِنُ الظَّنَّ بِوَعْدِهِ إِنْ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّهُ صادقُ الوعدِ مُنْجِزُ العهدِ؟بالله تبارك وتعالى

وَيُعَدُّ حُسْنُ الظَّنِّ بِالله تَعَالَى ثَمَرةً للفَضِيلَةِ السَّابِقَةِ، فَمَنْ عَرَفَ غِنَى الله وَفَقْرَ خَلْقِهِ، وَقُدَرَةَ الله وعَجْزَ خَلْقِه، وَقَوَّةَ الله وضَعْفَ خَلْقِهِ، عَرَفَ مِقْدَارَ افْتِقَارِ الخَلْقِ لِغِنى الله، وضَعْفَهُمْ لِقُوَّتِهِ، وتَوَاضُعَهم لِعَظَمَتِه، وَذِلَّتَهم لِعَزَّتِه، تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

فَإِذَا تَبَيَّنَ له ذلك على الحقِيقَةِ أَصْبَحَ يُعَظِّمُ اللهَ وَحْدَهُ ويَخَافُه وصَارَ عَبْدًا لَهُ وَحْدَهُ، فَمَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ اليَقِينُ فِي قُدْرَةِ الله، خَرَجَ مِنْهُ اليَقِينُ فِي قُدْرَةِ الخَلْقِ، وَمَنْ خَشِىَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَرَجَتْ مِنْ قَلْبِهِ خَشْيَةُ مَنْ سِوَاهُ، فَوَرَّثَ له ذلك حُسْنَ ظَنِّه بِالله تبارك وتعالى، واعْتِصَامِهِ بِهِ دُونَ سِوَاهُ، وَتَوَكَّلَ عليه دُونَ غَيْرِهِ، وَسَلَّمَ له في كُلِّ أَمْرِهِ، وهذا بعينهِ مَا حَدَثَ لِرَسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَصاحِبِهِ رضي الله عنه فِي الغَارِ حِينَ أَحَاطَ بِهِمْ المشْرِكُونَ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ رضي الله عنه: لَو نَظَرَ أَحَدُهم أَسْفَلَ

قَدَمِيهِ لَرَآنا، فَقَالَ عليه الصلاةُ والسَّلَامُ "ما ظَنُّكَ باثنينِ اللهُ ثَالِثَهُما"[ أخرجه البخاري (3663)، ومسلم (2381).]

11- لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِ الله شَيْءٌ:

وَمِنْ فَضَائِلِ أسْمَاءِ الله الحُسْنَى أَنَّها يُسْتَجْلَبُ بها الخْيرُ، ويُسْتَدْفَعُ بِهَا الشَّرُّ، فَاسْمُ الله يَدْفَعُ الضَّرَرَ وَيَرْفَعُه

فَعَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَومٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ الله الذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِه شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَا يَضُرُه شَيْءٌ"[أخرجه الطيالسي (79)، وأحمد (1/ 63، 66)، وأبو داود (5088)، والترمذي (3388)، وابن ماجه (3869) وغيرهم، وقال الترمذي: حسَن صحيح غريب، وصححه الحاكم، وانظر: صحيح سنن ابن ماجه (3120).]

12- الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَأَثَرُها في الحَلالِ والحَرَامِ:

وَلَمْ تَقْتَصِرْ فَضَائِلُ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى وَبَرَكَتُها عَلَى حَياةِ القُلُوبِ وتَفْرِيجِ الكُرُوبِ، بَلْ وكذلك كَانَ لَهَا أَعْظَمُ الأَثَرِ فِي الفِقْهِ، فَتَرَى أَنَّ ذِكْرَ اسْمِ الله عَلَى شيءٍ قَدْ يُفَرِّقُ بَيْنَ الحَلَالِ والحرامِ. فَأَحَلَّ اللهُ تبارك وتعالى الذَّبِيحَةَ التي ذُكِرَ اسْمُه عليها، بَلْ وَأَمَرَ بالأكلِ منها. قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 118]. وعاتب مَن لا يأكل مما ذكر اسم الله عليه، قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾ [الأنعام: 119].

وَعَنْ عَدِي بنِ حَاتم، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أُرْسِلُ كِلَابِي المعَلَّمَةَ؟ قَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ المُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ الله فَأَمْسَكْنَ فَكُلْ" [أخرجه البخاري (7397)، ومسلم (1929).] وَقَدْ نَهَى عَنْ أَكْلِ اللَّحْمِ أَوِ الصَّيدِ الذي لم يُذْكَرِ اسْمُ الله عليه، قَالَ تَعالَى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ

وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ [الأنعام: 121].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته