أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية بعد المائتيـــــــــــن في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثانية بعد المائتين في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان : *اسم الله المتين :
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِنْ آثَارِ مَعْرِفَةِ اسْمِ اللهِ الْمَتِينِ، وَتَيَقَّنْتَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَادَكَ هَذَا أَنْ تَقْطَعَ الرَّجَاءَ بِمَنْ سِوَاهُ، وَإِذَا عَلِمَ الْعَبْدُ أَنَّ اللهَ هُوَ الْمَتِينُ، وَالْأَمْرَ بِيَدِهِ وَحْدَهُ لَا نِدَّ لَهُ، وَلَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَزُولُ مِنْ قَلْبِهِ كُلُّ الْمَخَاوِفِ، وَتَتَبَدَّدُ أَمَامَ نَاظِرِهِ كُلُّ الْعَقَبَاتِ، فَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَقْطَعَ الْأَمَلَ إلا مِنَ اللهِ، وَالرَّجَاءَ إِلَّا مِنَ اللهِ -تَعَالَى-،وَهَذِهِ مِنْ مِنَنِ اللِه تَعَالَى عَلَيْنَا؛ حَيْثُ مَلْجَأُنَا إِلَىوَاحِدٍ، وَمَلَاذُنَا إِلَى الْوَاحِدِ، كَمَا يَدُلُّنَا هَذَا الاسْمُ أَنْ نَطْمَئِنَّ وَنَرْتَاحَ مَهْمَا بَلَغَ كَيْدُ خَصْمِكَ وَقُوَّتُهُ،فَإِنَّهُ لَاشَيْءَ أَمَامَ قُوَّةِ اللهِ،وَمَكْرِهِ،وَكَيْدِهِ، قَاَل -تَعَالَى-: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)[الأعراف: 183]؛ فَلَا مَجَالَ لِكَيْدِهِمْ أَمَامَ كَيْدِ الْمَتِينِ. كَمَا يُفِيدُ هَذَا الاسْمُ أَنْ يَتَوَاضَعَ الْأَقْوِياَءُ، وَلَا يَغْتَرُّوا بِقُوَّتِهِمْ؛ فَقُوَّتُهُمْ أَمَامَ قُوَّةِ اللهِ لَا شَيْءَ، فَإِذَا كُنْتَ ضَعِيفًا، وَرَبُّك الْقَوِيُّ الْمَتِينُ، فَلَا تَخَفْ؛ لِأَنَّكَ عَبْدُ الْمَتِينِ، وَلَنْ يُخْذَلَ عَبْدٌ، وَلَنْ يُذَلَّ، وَلَنْ يُهَانَ إِذَا وَحَّدَ الرَّحْمَنَ، فَإِذَا كَانَ مَوْلَاكَ الْمَتِينَ يَجِبُ أَنْ يَمْتَلِئَ قَلْبُكَ بِالسُّرُورِ، وَيَجْعَلَكَ
تَشْعُرُ بِأَنَّكَ أَقْوَى النَّاسِ، وَأَغْنَى النَّاسِ.
إِنَّ اسْمَ اللهِ الْمَتَينِ يُرْشِدُ الْمُؤْمِنَ أَنْ يَكُونَ رَحِيمًا بِغَيْرِهِ، رَفِيقًا بِهِمْ، فَإِذَا كَانَ الْمَتِينُ قَدْ رَحِمَهُ، وَأَعْطَاهُ مَعَ غِنَاهُ عَنْهُ؛ فَأَنْتَ أَحْوَجُ إِلَى أَنْ تَبْذُلَ وتُعْطِيَ، فَلَا تَظْلِمْ، وَلَا تَطْغَ، فِإِن كُنْتَ قَوِيًّا أَمَامَ ضَعِيفٍ فَاللهُ أَقْوَى مِنْكَ، فَتَذَكَّرْ قُوَّةَ اللهِ أَمَامَ قُوَّتِكَ؛ حَتَّى تَعْرِفَ حَجْمَكَ الطَّبِيعِيَّ، وَوَزْنَكَ الْحَقِيقِيَّ، فَلَا تُظْهِرْ قُوَّتَكَ أَمَامَ ضُعَفَاءَ مِنْ عُمَّالٍ وَغَيْرِهِمْ؛ فَاللهُ أَقْوَى مِنْكَ، وَأَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِمْ.
إِنَّ الْفَهْمَ الْعَمِيقَ لاسْمِ الْمَتِينِ يُرْشِدُ الْعَبْدَ لِلتَّوَاضُعِ، وَيَقُودُهُ إِلَيْهِ؛ وَهُوَ الَّذِي
إِذَا فَعَلَهُ الْعَبْدُ ارْتَاحَ، وَاطْمَأَنَّ، وَأَفْلَحَ، وَفَازَ، وَإِلَّا فَهُوَ الْخَاسِرُ
فِي الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ.[الأنترنت - ملتقى الخطباء - اسم الله المتين - صالح بن مقبل العصيمي]
وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.