أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة التاسعة والسبعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

التاسعة والسبعون بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

*في اشتقاق بعض أسماء اللهِ وتعبيد الصفة دون الموصوف :

السؤال : قرَّر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في «القواعد المثلى»: أنّ القولَ بأنّ أسماءَ الله كلَّها حُسْنَى معناه أنّ كلَّ اسمٍ مِنْ أسماء الله يتضمَّن صفةً، لكن وقع لي إشكال في بعض الأسماء لم أجد لها صفةً تشتقُّ منها: وهي اسم: «المتين» و«التواب»؟ وهل يجوز التعبيد للصفة بأن يقال: عبد الرحمة، عبد القدرة؟

الجواب : أمّا التوَّاب فهو اسمٌ من أسماء الله الحُسنى ويدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة: 104]،

ونسبته نسبة الاسم إلى الاسم -أيضًا- ومعناه: التّواب الذي يتوب على عباده فيوفِّقهم للتوبة ويقبل توبتهم كلّما تكرَّرت التوبة تكرَّر القَبول، قال تعالى: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ﴾ [التوبة: 118]، واللهُ تَوَّابٌ والعبد تَائبٌ، وهو مشتقٌّ من «التوب أو التوبة»، فالله يوقِعُ في قلب عبدِه التوبة إليه والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطِها، ثمّ يقبل عليه توبته، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ [الشورى: 25].

ولا يخفى أنّ كلَّ اسمٍ من أسمائه الحُسنى مشتقٌّ من صِفة مستقلَّة بمعناها، فَلَه كمالٌ من كلّ اسم سمَّى به نفسَه، ومِن كلِّ صفةٍ اشتقّ منها ذلك الاسم، والتسمية ملازِمة للوصفية.

وأمّا الوصفية فقد يوصف الربُّ بصفةٍ ولم يطلق عليه اسم منها، فباب الصفات أوسع من باب التسمية من جهةِ أنّ كلَّ اسمٍ له تعالى فلا بدَّ

وأنّه مشتقٌّ من صفةٍ.

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.