أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن

نبذة عن الصوت

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية عشرة بعد المائة في موضوع (المتين) والتي هي بعنوان :

* { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } :

ورد في التفسير الميسر : إنَّ ما نزل بالمشركين يومئذ سُنَّة الله في عقاب

 الطغاة من الأمم السابقة من أمثال فرعون والسابقين له، عندما كذَّبوا رسل الله وجحدوا آياته، فإن الله أنزل بهم عقابه بسبب ذنوبهم. إن الله قوي لا يُقْهر، شديد العقاب لمن عصاه ولم يتب من ذنبه.

وقال السعدى : كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ‏{‏من الأمم المكذبة‏}‏ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ ‏{‏بالعقاب‏}‏ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ‏{‏لا يعجزه أحد يريد أخذه‏}‏ مَا مِنْ دَابَّةٍ

إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا .

وفي الوسيط للطنطاوي :المعنى: شأن هؤلاء الكافرين الذين حاربوك يا محمد، والذين هلك منهم من هلك في بدر، شأنهم وحالهم وعادتهم فيما اقترفوه من الكفر والعصيان وفيما فعل بهم من عذاب وخذلان، كشأن آل فرعون الذين استحبوا العمى على الهدى، والذين زينوا له الكفر والطغيان حتى صار عادة له ولهم، وقد أخذهم- سبحانه- أخذ عزيز مقتدر، بسبب كفرهم وفجورهم.

وقد خص- سبحانه- فرعون وآله بالذكر من بين الأمم الكافرة، لأن فرعون

 كان أشد الطغاة طغيانا، وأكثرهم غرورا وبطرا، وأكثرهم في الاستهانة بقومه وفي الاحتقار لعقولهم وكيانهم. ألم يقل لهم- كما حكى القرآن عنه- أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى. وألم يبلغ به غروره أن يقول لهم: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ؟. أما آله وبطانته وأعوانه، فهم الذين زينوا له السوء، وحرضوه على البطش بموسى لأنه جاءهم بالحق،ولقد حكى الله عنهم نفاقهم وضلالهم وانغماسهم في الآثام في آياتكثيرة، ومن ذلك قوله- تعالى-: {وَقالَ الْمَلَأُمِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّافَوْقَهُمْ قاهِرُونَ }

وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.