أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقــــــــــــــــــــة الرابعة في موضــــــــــــــــــوع المتيـــــــــــــــــــــــــــــــن
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الرابعة في موضوع ( المتين ) والتي هي بعنوان : المقدمة :
معنى توحيد الأسماء والصفات : وقال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ،مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ،إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات :56 ـ 58] . فإنَّ الأحدَ هو الذي لا كفؤَ له ولا نظيرَ، فيمتنعُ أن تكونَ له صاحبةٌ ولا ولدٌ،قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *} [الانعام :101] وفي هـذا نفيٌ عن المخلوقاتِ مكافأتِها أو مماثلتَها للخالق. ومثل ذلك قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَثُمَّ الَّذِينَكَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *} [الانعام :1] أي: يعدلون به غيره، فيجعلون له من خلقه عِدْلاً ونظيراً. ومثل هذا قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا *} [مريم :65] أي لا شيءَ يساميه، لا ندَّ، ولا عِدلَ، ولا نظيرَ له يساويه، فأنكر التشبيه والتمثيل.وبهـذا يتبيّن لنا أنّ تنزيهه سبحانه عن العيوبِ والنقائصِ واجبٌ لذاته، كما دلّت على ذلك سورةُ الإخلاص.
ثالثاً ـ أسماء الله الحسنى: لربنا تبارك وتعالى أسماءٌ سمّى بها نفسه، منها ما أنزله في كتابه، كالأسماء الموجودةِ في القرآن الكريم، ومنها ما علّمه الله تعالى بعضَ خلقه من الأنبياء والمرسلين، أو الملائكة المقربين، أو مَنْ شاءَ الله تبارك وتعالى. ومن أسمائه سبحانه ما استأثربه في علم الغيب عنده، فلا يعلمه أحد.
وذلك أنَّ لله تعالى من معاني العظمة ما لا تستطيعُ المخلوقاتُ إدراكه، لأنّه الإلهُ الحقُّ المبين، له الجمالُ المطلقُ، والكمالُ المطلقُ، والجلالُ المطلقُ، والعظمةُ التامّةُ، والقدرةُ الكامِلَةُ، فلله تعالى أسماءٌ وصفاتٌ لا يحيطُ بها إلا هو سبحانه وتعالى. وإلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.