أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية والتسعون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الثانية والتسعون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان: الإسلام دين الكرامة :
والله تعالى لم يجعل العفوَ والتسامح علاجًا لكلِّ إساءة، ودواءً لكلِّ مسيء، فقد يزداد مسيءٌ بالعفو بَغيًا وإيذاءً، ولكنَّه تعالى جعل العلاجَ الأول العامَّ هو الانتصار من البغي ومقابلة الشرِّ بشرٍّ يدفعه، ورد الإساءة بمثلِها، ثمَّ جعل فوق ذلك منزلةً أخرى لم يُلزِم بها أحدًا، ولم يفرِضها على العباد فَرْضًا؛ إنَّما تركها لحسنِ تصرُّفهم وجميلِ اختيارهم، فلكلِّ مقامٍ حال يناسبه، ولكل كريمٍ طريق للكرامة يسلكه، تلك هي منزِلة العفو للمقتدِر والصَّفح للقوي، حتى إذا وجد أنَّ كرامته تضيع بالسكوت عن الإهانة، أخذ بمبدأ الانتصار، وإن وجد أن مكانتَه لا تتأثَّر بالإهانة، وأنَّ منزلته عالِية لا تُتَّهم بالنذالة، أخذ بمبدأ الحِلم والصَّفح والعفو، وهذا هو الميزان العادل المذكور في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 39 - 43].
لا تَقبل إهانةَ المتكبرين؛ فالحلم هنا عارٌ مبين، واصفح عن البُسطاء الجاهلين؛ فالعفوُ عنهم رِفعة وفخار، وإن قدرتَ على عدوِّك، فاذكُر قدرةَ الله عليك، وتأخِيره العقابَ عنك، واذكر القبورَ وقد ضَمَّت المستبدِّين أهلَ البطش والقوَّة، واذكر فضيلة الصَّفح ومذلَّة الاعتذار بعد الانتقام، واستعِن على هياج نفسِك بذكر ربِّك، وخذ في عملٍ آخر يصرفك عن غضبِك، قال صلى الله عليه وسلم: ((ينادي منادٍ يوم القيامة: مَن له أجرٌ على الله فليقم؟ فيقوم العافُونَ عن النَّاس، ثم تلا قولَ الله تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40])).
[ الأنترنت - موقع الألوكة - متى يقبح الحلم؟ - محمود علي أحمد ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .