أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السابعة والثمانون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

   بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والثمانون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان :

الوفاء والحلم وإيثار الحق في غزوة الحديبية :                        

ذكر ابن القيم في فوائد هذه الغزوة: "ومنها: احتمال قلة أدب رسول الكفار، وجَهْله وجفوته، ولا يُقابَل على ذلك؛ لما فيه من المصلحة العامة، ولم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم عروة على أخذه بلحيته وقت خطابه، وإن كانت

تلك عادة العرب، لكن الوقار والتعظيم خلاف ذلك".

وتفريعًا على الموقف السابق فقد روي أن المغيرة بن شعبة قبل إسلامه قد صَحِب قومًا فغدر بهم وقتَلَهم وأخذ أموالهم، ثم جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما الإسلام فأقْبَل، وأما المال فلستُ منه في شيء)) .

فقَبِل منه إسلامه، ولم يقبل منه الغدر، ولا المال الذي أخذ غدرًا، وفي هذا دَلالة على أن الإسلام لا يقبل إلا الحق، ويَردُّ كلَّ باطل ويدمغه.

[ الأنترنت - موقع الألوكة - الوفاء والحلم وإيثار الحق في غزوة الحديبية -  إيهاب كمال أحمد ]

متى يقبح الحلم؟ :

     الحِلمُ سيِّد الأخلاق، ورأسُ الفضائل، وأصلٌ جامع للمحامد، الحِلم ضبط النَّفس عند تهيُّجها، وكَظْمُ غيظها عند غضبها، وإلجامُ ثَورتها، وإطفاء حدَّتها، ومَن قدَر على ذلك فهو شجاع القلب، واسعُ الصدر، قويُّ الخلق، له حُكم على شهوته، له سُلطة على هواه، ومَن حَكَم شهوتَه سلِم من شرٍّ كثير، ومن تسلَّط عقلُه على هواه فاز بخيرٍ كبير، وبلغَ من الكمال منزلةً لا ينالها إلاَّ الصابرون، ومكانةً لا يرقاها إلاَّ بتأييد من ربِّه؛ لقوَّة دينه، وسلامة يقينه، وترَفُّعه عن الصَّغائر، وتَحْليقه فوق منطقة الانتقام، وفوق سُحُبِ الغيظ، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾ [فصلت: 34 - 36].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .