أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة السادسة والثمانون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة السادسة والثمانون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان :
الوفاء والحلم وإيثار الحق في غزوة الحديبية : فرسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِن قَبُوله لأي خُطَّة فيها تعظيم لحرمات الله، أو فيها
"صِلة رحِم" كما جاء في رواية أخرى.
ومن اللطائف الأخلاقية التي ذكرها العلامة ابن القيم في هذا الموقف:
"رد الكلام الباطل ولو نُسِب إلى غير مكلَّف، فإنهم لما قالوا: خلأت القصواء، يعني حزنت وألحَّت فلم تَسِرْ، والخِلاء في الإبل - بكسر الخاء والمد - نظيرُ الحِران في الخيل، فلما نسبوا إلى الناقة ما ليس من خُلُقها وطَبْعها، ردَّه عليهم، وقال: ((ما خلأت، وما ذاك لها بخلُق))، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم عن سبب بروكها، وأن الذي حبس الفيلَ عن مكة حبسها؛ للحكمة
العظيمة التي ظهرت بسبب حبسها، وما جرى بعده".
فما أعظم هذا الدينَ الذي يحفظ الحقوق الأدبية حتى لغير المكلَّفين والعجماوات، ويؤثِر الحقَّ حيث كان، ويَرُد الباطل أيًّا كان مصدره!
الحِلم : لقد كان للحِلم نصيب وافر في هذه الغزوة، فكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حليمًا مع قريش، وكيف واجه جهالاتهم وحماقاتهم بحلم ورحمة، وقابَل سفاهتَهم وطيشهم برأفة وحكمة، فلم يدفعه الموقف المتعنِّت من قريش إلى مناجزتهم بالسلاح، ولولا هذا الحلم ربما انتهت واقعة الحديبية إلى بحر من الدماء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قادرًا على إنزال بأسه بهم، وتلقينهم درسًا لا ينسى. ومن مظاهر حِلْمه صلى الله عليه وسلم تحمُّله لجهالة رسل قريش، ومنهم عروة بن مسعود الثقفي، الذي جاء بكلام وأفعال استفزازية؛ حيث استخفَّ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتَّهمهم بأنهم سيَنكشفون عنه، ثم جعل يتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُكلِّمه، ولكن المغيرة بن شعبة كان يردُّ يده متوعِّدًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .