أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الخامسة والثمانون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم

نبذة عن الصوت

   بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة والثمانون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان :

الوفاء والحلم وإيثار الحق في غزوة الحديبية :

يقول أكرم ضياء العمري: "وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يَحرِص على الاستبقاء على حياة قريش، ويأمل في إسلامهم وإفادة الدعوة منهم، فالناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقُهوا، وقريش من أكثر العرب فصاحةً وذكاءً وخِبرةً ومكانةً، واستبقاؤها للإسلام فيه خير عظيم للدولة والدعوة كما برهنت الأيام، وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يتحسَّر لعِناد قريش وفنائها في الحرب مع المسلمين فيقول: ((يا ويح قريش؛ أكلتْهم الحرب، ماذا عليهم لو خلَّوا بيني وبين الناس، فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم وافِرون، وإن لم يفعلوا قاتَلوا وبهم قوة؟! فما تظنُّ قريش، والله إني لا أزال أجاهِدُهم على الذي بعثني الله له حتى يُظهِره الله، أو تَنفرِد هذه السالفة)) .

من أجل ذلك تجنَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم القتالَ مع خيالة قريش بقيادة خالد بن الوليد، وحرص على استقبال رسل قريش، وإرسال الرسل إليها؛ ليؤكِّد على رغبته في السلام، وأنه لم يَعزِم على الحرب، كما عفا عن الخمسين رجلاً الذين أسرهم من قريش.

إيثار الحق وردُّ الباطل :

إيثار الحق وردُّ الباطل: قاعدة أخلاقية كلية، يَنبثق عنها جملة من الأخلاق الجزئية كالعدل والأمانة والوفاء وغيرها، كما أن الانحِراف عن هذا الأصل الخلُقي العام يُفضي إلى السقوط في رذائل خلقية متعدِّدة؛ كالكذب والظلم والغدر.

من المواقف التي تُبرز جانب الحرص على الحق، وأنه أساس الحرب في الإسلام، والقاعدة التي ينطلق منها:

• بعد أن غيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقَه مُفاداة لخيالة قريش، خرج حتى إذا سلك ثنية المرار، وهنا بركت ناقته القصواء، فقال الناس: خلأت القصواء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما خلأت وما هو لها بخُلُق، ولكن

 حبسها حابسُ الفيل عن مكة، والله لا تَدْعوني قريش اليوم إلى خطة

يُعظِّمون فيها حرماتِ الله، إلا أعطيتهم إياها)) .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .