أسمــــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــــــــى وصفاتــــه الحلقـة الثانية والثمانون بعد المائتـــــــــين موضــــــــــــــــــوع الحليـــــــــــــــــــــــــــــــم
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الثانية والثمانون بعد المائتين في موضوع(الحليم) وهي بعنوان : الحلم والعفو من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم :
وإنَّما كان التحلُّم من قبيل الكَذب على الله تعالى؛ لأنَّ الرؤيا الصادقة –
كما ثبت في الصِّحاح- جزءٌ من النبوة، والنبوَّة لا تكون إلا وحيًا، والكاذب في رؤياه يزعم أنه تعالى أَراه ما لم يُره، وأعطاه جُزءًا من النبوة لم يُعطه إيَّاه: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ﴾ [الأنعام: 93].
من أجل ذلك كان الكذب في الرؤيا أعظم إثمًا من الكذب في اليقظة، وإنْ كان الكذبُ في اليقظة - في بعض أحيانه - أشدَّ ضررًا وأعظمَ خطرًا.
ولمَّا تكلَّف المُتَحَلِّم الكَذِبَ على الله في الدنيا، كَلَّفه الله في الآخرة ضربًا
من ضروب المستحيل، إذ يُدفَعُ إليه شعيرتان ليعقدَ بينهما وليس بعاقد أبدًا، وإنما هو التعذيب بهذا النوع جزاءً وفاقًا.
والموبقة الثانية: الاستماع إلى حديث قوم وهم لذلك كارهون:
صفةٌ من أقبح الصفات، وعادةٌ من أسوأ العادات، مبعثها دناءة في النفس، وتبلُّد الحسِّ، وشَغَفٌ بالتطلُّع على العورات والأسرار.
ولو فهم هذا المُتَسَمِّع لأدْرك أنَّ القوم ما أسرُّوا قولَهم أو انتحوا به ناحيةً إلا لرغبتهم في كتمان الحديث وطيِّه عنه، ومن أجلِ ذلك لم يكن على مَنْ
تَسَمَّع لقوم حَرَجٌ، إذا جَهَروا بالحديث، أو دَعَتْ حالُهم إلى المُشَاركة فيه، فأمَّا ذلك المُتَطفِّل الذي انتهكَ حُرُماتِ الناس، وَصَرَفَ نعمة السَّمع إلى غير ما خُلقت له، فجزاؤه العدل أن تُملأ أذنه بالرصاص الذي أعدَّه الله له، كفاءَ ما اسْتَرَقَ من السمع وانتهَك من الحرمة: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .